الأحد، 23 يناير 2022

 ..................

مع الناقد #هشام صيام وشعر الاستاذ يحي طه يزيد .................







لشهر جانفي 2022
ننتظر تفاعلكم .....
رحلة متجددة وطيف الحرف في محاولة سابرة عبر عروج مسبار التحليل والتأويل في فضاءات السطور ونحن ننتظر ما سيتمخض عنه منشور تلك الدواة من تحليل يفرز أطياف الحبر عقب هدهدة خالية من استنطاق مخثراته التي استودعها ناسجها في مساكنها من السطور ،
فإلى هناك ولقاء كل خمسة عشرة وريقة من شهر من فصول الحياة في
دوح مجلة أكاليل الإبداع والأدب
تحت رعاية الأديبة الوارفة
داليندا الظريف
والأديب المبدع احمد المحمدي .
اخوكم
هشام صيام ..
*******
حوارية هذا النصف الشهري لنص #وجع الحنين
لشاعر #طه يحي يزيد
*********************
*******وَجَعُ الحَنِين*******
في كُلِّ وَجهٍ قد رأيتُ حَبِيبَتِي
عَذبُ الملامِحِ لا أَحُسُّ سِوَاهُ
*******
وَاهِي الخُطَا في كُلِّ دَربٍ هَائِمًا
أَينَ الّـذِي أعيَى الفُؤَادَ هَوَاهُ
*******
كيفَ الحياةُ مع البعادِ لِمُدنَفٍ
همسُ الشِّفَاةِ مع العِنَاقِ دَوَاهُ
*******
سَأظَلُّ أحلمُ بالّلقاءِ مُعَانِقًا
حِلمٌ يـُراوِدُ لـهفـتي وَمُنَـاهُ
*******
ينمو الحنينُ بداخلي متوقِّدًا
في كـلّ وقتٍ نـابضًا بـِصَفَاهُ
*******
والطَّيفُ يأتي من بعيدٍ زَائِرًا
فَيَبُثُّ في روحِ المُحِبِّ ضيـاهُ
*******
إنّي لأسمَعُ في سُهادي صَوتَهُ
وَأَشُمُّ في لِينِ النَّسيمِ شَذَاهُ
*******
مَن قالَ قلبي لم يَعُد يَتَأَلَّمُ
في كُلِّ نبضٍ هل يَحُسُّ جَـوَاهُ؟
*******
مَن لِي بِقَلبٍ لا يَذُوبُ مع الأسَى
لـَو مـَرَّ يَومٌ لَا يـَمُرُّ حَـلَاهُ
*******
طه يحى
***********************£
( وجع الحنين )
عنوان يحمل آه تفيض بالعذوبة الحالمة ، مع تجسيد خرج بالتعبير من عباءة المعنوي نحو الحسي الذي يترك تأثير في الجسد ليتحول الحنين لهذا المؤثر المؤلم في إنزياح غير مباشر مستتر ما بين تلك المشاعر الحالمة ووخزات الآه التي أثارت حضورها مفردة " وجع " لتتنقل بنا في تنامي تصويري بديع ،
" أين الذي أعى الفؤاد هواه "
هذا الشطر هو عتبة النص الذي يبدأ بها المتلقي خوض لجاج رؤيوية النص ، هو عكاز سؤال حاسم الحلول في ذات الحبر يحمل ما بها من ذهان حادي للجنون من تنائي الحبيبة في معية إستهداف جاد لمشاعر الفقد عن طريق وضع الشطر كإجابة لمقدمات أرسطية لغوية ما بين البيت الاول الذي حمل الاستهلال الخاص بعملية الهذيان الخاص بالرؤية فهو يرى وجهها في كل من حوله وكأنه مجذوب في دروشة غرامية صارخة العروج في فضاءات الفؤاد ، مع حضور تورية بديعة تذهب بالمتلقي إلى معنى آخر ظاهري وأنه يراها في كل أحوالها جميلة ، ولكن يدحض هذا التصور الشطر الأول من البيت الثاني والذي يضعنا في معية تجوال به استنطاق وتنقيب هاذي ـ واهي الخطا في كل درب هائما ـ يتلعثم الخطوات في مشهد يحمل إيقاع صوتي ـ الخطوات اللاهثة ـ والحركة السريعة المضطربة ـ في كل درب هائما ـ وطيف ثقيل من هموم العشاق يحيط شمولية المشهد ككل من حيث انعدام الرؤية لغير وجه الحبيبة وعدم اكتراثه بالإحساس بغيرها ،
مع حضور لصورة واضحة المثول كشمس في كبد طرقات البداية الخاصة بالنص خرجت من جلباب أميط عنها في مخاض بديع لإنزياح مستتر ـ ما أكثره منذ عروج العنوان ـ ما بين حلاوة الهوى ووخزات توقه المسهد ، لتأتي الصورة في تنقل عبر من التجسيد المؤنسن الجزئي ـ فؤاد ـ إلى المؤنسن الكامل جسد يشعر بالاعياء والمرض وتحوير الهوى إلى عضال مزمن أصابه في توافق تام مع حضورية القلب كمركز للأمراض التي تتعلق بارتفاع وانخفاض ضغط الدم ـ كعضلة تعمل كمضخة ( حقيقة علمية مؤكدة ) ـ وأيضا على ما توارثته ذاكرتنا الجمعية من كونه مركز للمشاعر وإن كان هذا تم توظيفه عبر تأثيره مع حالات الحزن والسعادة وما يعتري تلك المضخة من زيادة أو انتقاص ضخ الدم فيحدث هذا الخفق الذي جعله مرتبط والحالات الشعورية لدينا ،
الصورة وارفة أظهرها إنزياح وحلقت كبديع لغوي ،
في لقطة بديعة في البيت الثاني وتحليق خاص مع مفردة " لمدنف " والذي وضعنا في في وضعية هذا النزاع النفسي الذي يحيط المرء عندما يدمن شيء ما ولا يستطيع التملص منه ، هنا رأيت العروج التصويري ويكأننا أمام مدمن لمخدر ـ همس الحبيبة ـ يصيبه بخدر يحلق به في خيالات بعيدة ،حد عدم القدرة على الخروج من بوتقة هذا الإدمان ، مع تحوير سريع للتوحد ـ العناق ـ من الفعل المؤنسن إلى الدواء الذي يترك الأثر ليشفي هذا العرض المرضي ، في لمحة تصويرية مائزة المثول ،
مع عروج نحو مفردات محفزة للذهن تأخذه نحو شواهق تصويرية كما في
" ينمو " في حصوريته في زمان المضارع مما يتيح استمرارية الحدوث اللامتناهي للفعل ، مع تجسيد وارف للمعنوي ـ حنين ـ نحو الحلول النباتي مما يفيد الإيناع مع تغيير سريع ما بين المجسدات نراه في لمحة أوجدها لفظ " متوقدا " وقد تحول إلى مشعل يفيد التأجج في إسقاط على اشتعال جذوة الهوى بداخل الشريان ، مع عودة سريعة في تجسيد اخر تم تحويله ككل لجزء من الكل من المجسد المؤنسن ـ قلب ـ ينبض مع تحول اخير للمعنوي من جديد ولفظ " صفاه " الذي أتاح أمام زهن المتلقي هذا الصفاء والنقاء والطهر في إسقاط على ما في قلب من هوى طاهر ،
والدليل على هذا التأويل أن لفظ العناق في بداية البيت الرابع أتى في هيئة الحلم ، مما يتيح عذرية المشاعر وفي البيت السادس أتى كطيف ،
النص في معية نجوى عذرية تحمل آه التوق المسهد وطيوف عالقة في أهداب الوسن في مساءات خلت من صدح الحبيب ولم يغب عنها الصدى ، مع لمحات بديعة من مشاهد هذيان هذا الصب في تجواله باسم وصورة الحبيبة ، في عروج تصويري بديع من خلال نص عروضي فخم الموازير والعُرب اللحنية في نوتات الموسيقى التي حملتها الأبيات ودربت بها القوافي المائزة المتمكنة .
مودتي وضوع نيل دياري .
هشام صيام ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق