.................
د. عز الدين حسين أبو صفية،،
.................
المرأة المطلقة إلى أين !؟
أهي مجرمة أم مرتكبة جُرم لا يُغتفر ؟
هي قبل كل شيء إنسانة صنعت منها الظروف وقسوة العشرة ومشاكسة الحياة لها ؛ صنعت منها إمرأة مطلقة ، والسيء في الأمر بأن الناس والمجتمع ينظرون لها بعين الريبة والاشمئزاز دونما التعرف على الظروف و العوامل التي أدت بها للطلاق ، فلم يبحث أيّ أحد قبل إصداره لقراره أو لرأيه بشأن المطلقة عن الأسباب الحقيقية التي جعلتها مطلقة ، فقد يكون الزوج غير تلك الشخصية التي توقعته بأن يكون شريك حياتها ليشتركا في تكوين أسرة متوافقة مع ذاتها ومع المجتمع ، وقد تكون الحياة بينهم اكتشفت صعوبة استمرارها لظروف أقتصادية أو لظروف تأخر الإنجاب أو عدم التوافق الفكري والعقل والبيئي والحياتي، أو أنهما يكتشفان متأخرين بأن أهدافهما متعارضة لأن زواجهما بُنيّ على قواعد المصلحة بعيداً عن الحب والرؤية الواضحة ومعرفة كل واحد منهما لشخصية الآخر .
وأيٍّ كانت أسباب ومسببات الطلاق ، فإن النظرة المجتمعية للمطلقة هي نظرة منقوصة وغير متكاملة تتسبب في تشويه أخلاقها وسمعتها ، وهنا تصبح المطلقة في نظر الغير بأنها مرأة فاشلة ولا تصلح للزواج بها مرة أخرى الأمر الذي يدفع بضعاف النفوس والمُغرضين باعتبارها سهلة المنال، متناسين ومتجاهلين بأن المرأة مُطلقة كانت أم غير مطلقة هي نصف المجتمع وهي من أهم أركان بنائه فيجب الأخذ بيدها والمساهمة بمساعدتها والوقوف معها لتتجاوز محنتها فهي الأم والأخت والابنة والجارة والصديقة وغير ذلك الكثير فهي عنصراً فاعلاً في المجتمع .
هذا وقد تصل الحياة بين الزوجين إلى حد استحالة استمرارها خاصة إذا ما شاب العلاقة بينهما تدخلات خارجية كأيّ من والدي الزوجين إن كان هذا التدخل من طرف الأم أو من طرف الأب أو مؤثرات خارجية ناتجة عن علاقات الأصدقاء أو المقربين للزوج أو للزوجة فيُغذونهما بآراء سلبية تصل إلى حد تحريض كل منهما على الآخر فتُغلق كل الطرق وتتعطل كل الوسائل للإصلاح بينهما ، هنا فإنهما يلجآن للإنفصال والطلاق ويكون المتضرر الأكبر هم الأبناء .
وقد أوضحت الكثير من الدراسات التي تناولت أسباب حالات الطلاق، بأنها أسباب متعددة ومختلفة وقد لا تكون أسباباً جوهرية لتدفع بالزوجين للطلاق وإنما سوء تقدير النتائج يدفع بالجميع إلى التطليق ومن ثم الإنفصال ، وقد أشارت بعض الدراسات إلى العديد من النساء المطلقات اللائي أقدمن على الزواج مرة ثانية من أشخاص آخرين كانت حياتهم ناجحة لدرجة كبيرة حتى أن تلك الزيجات التي كانت من أشخاص لم يسبق لهم الزواج من قبل وقد تكون بعض المطلقات أكبر منهم سناً كان زواجهم موفقاً وناجحاً مئة بالمئة.
هذا ورغم شرعية الطلاق فإن الله سبحانه وتعالى جعله أبغض الحلال.
د. عز الدين حسين أبو صفية،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق