الخميس، 13 ديسمبر 2018

...........
ا. د/ محمد موسى
...........


L’image contient peut-être : 3 personnes, personnes souriantes


القصة القصيرة
إنتبهوا أمامنا خطر
قد يظن البعض أن الحياة آلية تسير فيها الأمور بشكل ثابت ، ولا تتغير فيها الأشياء بشكل حاد ، والكاتب هزه أن في المجتمع المصري الذي هو أحد أفراده ، هناك نسبه تقترب من 36% من النساء تسمى نساء معيلة ، أي أن المرأة هي المسئولة على إعاشة الأسرة ، وتعجب الكاتب أن نسبة الطلاق في مجتمعه تصل إلي 47.8% ، معقول والكتب السماوية تتكلم على السر الأعظم بين الرجل والمرأة ، وضرورة أن يحافظ كل من الرجل والمرأة على هذه العلاقة الوثقى ، وتصادم الكاتب بقصة حقيقة في المجتمع ، وكتب القصة ولم ينشرها لسنوات ، ولما إصطدم بهذه الأرقام أخرج القصة من مكتبه لنشرها ، لعلها تكون جرس لخطورة أحداث تحدث حولنا وإن كانت صغيرة إلا أن معظم الحرائق العظيمة من مستسغر الشرر ، فكاتب القصة أستاذا جامعية وله مكتب علمي مع بعض الزملاء الذين درسوا معه في أمريكا ، هذا المكتب في واحد من أرقى الأحياء وهو حي جاردن سيتي بالقاهرة ، والبناية المجاورة لبناية المكتب عبارة عن شركة أدوية وبها مخزن يتم إحضار الأدوية من المصانع وتخزن في مخازن الشركة لحين تأتي سيارات التوزيع ، وتقوم بتوزيعها على الصيدليات ، وأمام المخازن مساحة مغطاة بتندة تمنع المطر والشمس ، وشركة الأدوية ومخازنها تغلق في الساعة 3.30 مساءً ، وهو عادة يترك المكتب في الساعة الخامسة ، ويسير لبناية بعد الشركة لوجود سيارته في جراج تحت هذه البناية ، ولاحظ وهو يسير خطواته بثلاث بنات في عمر 19 عام وكل منهن ترتدي جلبابا وليس تحته شىء وتمسك كل منهن (كنز) علبة مياة غازية بها شىْ يتم شمه وهن شبه تأئهين ، سأل عن هذه المادة التي تشمها البنات بنهم فعرف أن مادة لاصقة تسمى (كُلا) ومادة الكُلا مادة صناعية تعمل على لصق الجلود ولها رائحة نافذة ، وشمها المتصل يؤثر على المخ وعلى الجهاز العصبي وتؤدي إلى ما يشبه التخدير كما الخمر مثلاً ، وعندما يصل التأثير إلي قمته ترى البنات يتقلبن على الأرض ، فتبدوا البنات عرايا تقريباً (للمكتب كاميرات مراقبة للشارع وذلك لتأمين المكتب كانت تسجل هذه الأشياء) ، لاحظ الكاتب وجودهن بعد أن تغلق الشركة أبوابها كذلك معهن بعض السلع التي تباع في أشارات المرور مثل المناديل ، وفي مرة والبلد في أجازة عيد إتفق الزملاء على الوجود في المكتب لعمل علمي طلب منهم ، ويومها وشركة الأدوية مغلقة وضع سيارته أمام باب الشركة ، وبعد إنتهاء عملهم خرجوا كلٍ إلي سيارتهِ ، وبينما الكاتب يهم بركوب سيارته إذا إحد البنات تتقدم إليه وهو بداخل السيارة وهي تترنح وتعرض عليه منديل وقالت له ( يا بيه الله يخليك خد مناديل مني حتى أشتري أكل) ، لا حظ الكاتب أنها حامل والشىِء الذي لفت نظره لها أن رائحتها لا تحتمل ، فطلب منها أن تبعد عن باب السيارة ، ومدت يدها بمجموعة مناديل فأخذها كلها منها وأخرج جنيهات لإعطائها لها ، إقنربت من باب السيارة وقالت له ضعها هنا وفتحت صدرها ليبدو ثدييها واضحا تماما ، القى لها جنيهاته على الأرض لعدم قدرته على تحمل رائحتها وأنصرف ، عرفت كم هو كريم معها فتكرر منها هذا كلما كان الكاتب يغادر مكتبه ، ومرة إقتربت من سيارته وهي في بداية التوهان ولكن رائحتها لم تكن بالبشاعة المعتادة ، وعرضت عليه المناديل وهي تبتسم ولأول مرة ينظر لها فإذا هي جميلة ، سألها عن قصتها قالت له تدفع كم قال لها مائة جنية ، قالت مائة جنية أنا بينقطع نفسي من 3 و4 فقط بعشرة جنية ، وأنت ستعطيني وحدك مائة جنية هات عنوان بيتك أأتي لك ، قال لها لا بل تأتي لي هنا في المكتب وتطلبي من السكرتيرة أن تصعدي لمكتبي إن كنت غير مشغول فسوف تصعد بك إليَ ، وشرط آخر أن تغتسلي قبل حضورك قالت هنا في المكتب ، إذن لماذا ستدفع لي مائة جنية قال لها ، فهمت فقط لأسمع قصتك بصدق وبلا كذب وستجلس السكرتيرة بجانبك ومعها جهاز تسجيل لتسجل ما تقولي ، فإذا هي تقول له كنت أحسب شىء آخر ، طيب ممكن تعطيني الأن عشرة جنية لأشتري هدمه جديدة وملابس داخلية ، لم يعقب الكاتب وأخرج الجنيهات العشرة لها وفعلت كما فعلت في المرة السابقة ضعهم هنا ، ففعل نفس ما فعله سابقا ومضى ، وفي يوم إتصلت به سكرتيرته وقالت البنت جاءت قال لها هل رائحتها قذرة قالت له لا بل تلبس جيد ، قال لها إحضريها عندي وكان قد أخبر السكرتيرة بالأمر وإنها سوف تفرغ التسجيل كاملاً بعد اللقاء ، ودخلت غرفته فبُهرت بها وقالت ياه ، أنا حقعد هنا ثم جلست على الأريكة المقابلة لمكتب الكاتب وأعطى جهاز التسجيل للسكرتيرة لتسجل ما تقول ، وطلب منها الكلام يكون بكل صدق وإلا سأنهي اللقاء فالوقت عندي ثمين ، قالت له من أين أبدأ قال من طفولتك ، قالت نشأت في بيت في إحدى مدن الدلتا ولا أتذكر أني كنت طفلة فأبي لم أعرف منه حنان وكنت البنت الأولى وبعدي بنتان ولما لم تأتي أمي له بذكر رمى عليها يمن الطلاق وتركها وتركنا ، ولم يمضي على تركنا كثير حتى أتي لأمي عسكري من القسم بورقة طلاقها ، وتقدم صاحب فرن بجوار بيتنا للزواج من أمي فهي كانت صغيرة وحلوة ، فرحت أمي بأن حملها وحملنا سيتحمله هذا الزوج وعندما كان عمري 13 سنه ، تحرش بي والغريب أنه كان يمسك أمام أمي صدري فتضحك هي ، وتطور الأمر إلي أنه إعتدى علي ، والأغرب أني لما إشتكيت لأمي قالت لي أسكتي فهو ينفق علينا ، وتطور الأمر مع صمتي وترحيب أمي إلى أنه كان يعتدي علي أمام أمي وهي تنظر له ولي وهو يضاجعني وتقول له برافو وكانها تتلذذ بفيلم يعرض أمامها ، وتقول لي كنتي رائعة ، وأنا أتعجب من هذه الأم التي لا تغار على زوجها ولا تغار على إبنتها ، وأستسلمت للحياة على هذا الحال وبعد ثلاثة أعوام حملت ، فإذا به وبأمي يلقيان بي في الشارع ، ولم أستطع أن أعرف إلي أين أذهب فإذا بي القي بنفسي في قطار متجهاً إلي القاهرة ، لم يكن معي حتى ثمن النذكرة ، وعندما أمسكني المحصل ولم يجد معي تذكرة قال سوف أسلمك لشرطة محطة القاهرة ، فتدخلت سيدة ودفعت لي ثمن التذكرة وأخذتني معها ، فإذا هي تعيش في منطقة عشوائية ولما علمت أني حامل فرحت جداً وقالت إن ما في بطنك سيكون سبب سعدك وحتكلي من ورائه الشهد ، وعرفت أنها تحتفظ عندها بالبنات المشردات ويشتغلن في الإشارات المرورية لبيع المناديل ومن يريد أحدهن تذهب معه ، وعندما تحمل إحداهن من الشارع ، تتسول بالطفل المولود أو تأجره اليوم بخمسة وعشرون جنية فهو ثروة لها ، فهي تعطي الأم خمسة جنيهات وتأخذ هي عشرون جنيها ، والطفل تعطية مشروب للكحة حتى يهدأ وينام وهي تمارس عملها ، وقالت إلي جانب أن هذا الأمر لا يسلم من شباب الشوارع الذين يأخذون الواحدة منا في خرابة أو بيت تحت الإنشاء رضيت أم لا ، وبعد ولادتي لمدة شهور مات المولود ، فقالت لي المعلمة إجدعني لتحبلي ثانية ، وفعلاً حبلت من واحد ولا أدري من هو ، فعشرات كنت معهم ، وفي الإشارات المرورية فإن بعض السيارات كانت تأخذني لمدة ساعة أو ليلة كاملة ، فقد علمتني المعلمة عندما أتقدم لسيارة وأبيع لهم المناديل أفتح له صدري وأقول له ضع النقود هنا فثدي كما ترى كبير ، حتى أغرية وأذهب معه ، وكثيرين أخذوني وبعضهم كان يضربني بشدة قبل أن يقترب مني فهذا مزاجه ، ولما ولدت فرحت المعلمة ونظراً لعدم الرعاية فقد مات الطفل الثاني قبل عامه الأول ، وهذه هي المرة الثالثة التي أحمل فيها وأيضاً لا أعلم من هو الأب ، ولما رأيت أن المعلمة تأخذ عرقي وتعطيني ملاليم هربت منها أنا وبتان معي ، وننام في أي مكان جنينة أو عمارة تحت الأنشاء أو تحت أي مظلة ، والكُلا وغيرها نتوه بها عن هذه الدنيا الوحشة ، وقالت كلام أخر لا أستطيع نشره فهي حقيقةً كانت صادقة وكانت جريئة جداً ، فقلت لها لو أرسلتك إلي دار رعاية تضمن لك الإقامة النظيفة وتتعلمي مهنة نظيفة وتعيشي حياة نظيفة حتى يجدوا لك من يتزوجك ، قالت لا يا سيدي البيه الشارع كله خير أجد فيه ما أريد من مال ومزاج ولا يكلفني شىء فحياتي بهذا الشكل أفضل عندي ، هنا طلب من السكرتيرة أن توقف التسجيل ، وقال لها إنصرفي وستعطيكي السكرتيرة المال الذي وعدتك به ، وبعد أن أفرغت السكرتيرة التسجيل قرأ في الأوراق العجب العجاب الذي قالته هذه البنت بكل صراحة ، ولم يكتب إلا القليل والذي لا يخدش الحياء ، وسأل الكاتب نفسه أليس هذا عجيب ما نفعله ببعض شبابنا ، وكتب إنتبهوا أيها السادة بهذا الشكل المجتمع في خطر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق