الاثنين، 26 سبتمبر 2022

 ...................


عبد الستار جابر هاشم الكعبي

.....................




الحيوان..وماهية الإنسان الناطق
.......
يقول اللٌَه في محكم كتابةالعزيز ..وإنٌَ الدٌارَ الآخرة لهيَ الحَيَوانُ لو كانوا يعلمون ـ ٦٤ـ العنكبوت..
ومانريد بيانه من هذه الآية الكريمة معنى الحيوان. لا تفسير الآية المباركة.حيث أن كلمة الحيوان جاءت من الحي أو الحياة وتعني الحركة والاضطراب وهي عكس السكون وقد اختير هذا اللفظ للمبالغة .ومعنى الحيوان الحي واحد هو دار الآخرة الباقية التي لا زوال ولا موت فيها وكأنها في نفس ذاتها نفس الحيوان..والحيوان مصدر حي وقياسه حييان وقلبت الياء الثانية ..واو.. كما قيل حيوه وبه سمي مافيها حيوه حيواناً .وأن كل ما يدب على الأرض يعتبر حيوان ومن هذا كان الإنسان وهو ذلك الحيوان الناطق ولأن حواسه مقصورة على إدراك خواصه النظرية والعلمية في تطبيق شؤون حياته الدنيوية والأخروية.ولهذا فأن للإنسان نشاط فكري وليس بين أنشطته نشاط معين لايخلو من آثار الفكر الذي يعمل ويحقق وينتج كل أفعاله في مجال الذهن الذي قوامه التدبر والتأمل وذلك من خلال الاستدلال العقلي لذا يعتبر الإنسان فنان بحد ذاته من خلال استخلاص نتاجاته الفكرية بمضامين إيجابية أو غير ايجابيةمن خلال فنه وذكائه للتغلب على بعض المشكلات التي تواجهه في مسيرة حياته محاولاً الوصول إلى معادلة صحيحة يضمن عن طريقها تحقيق توافق عقله وتوافق ما حوله من الناس .وبما أن العقل هو ميزان الاعمال والتصرفات فعليه أن لا يجعل الكفتان متساويتان بين الدنيا والآخرة وبين الحق والباطل بل يجعل كفت العدل والحق هي الراجحة وهي مسألة لا تتوقف بفترة أو تنتهي. عند مرحلة .وأن يرى الإنسان عن كثب المغزى الأكبر من قيم العدالة ومحاربة الظلم وأن يكون هذا عرفاً بين الناس ومراعاة للتقاليد والعادات للمجتمع.فالحياة الجديدة اليوم يجب أن تكون بعيدة عن الطرق الملتوية خارج قوانين العدل وتشريعاته.والعرف الذي نتوخاه على هذا الصعيد قد يزيح الدروب المتعرجة من النفوس التي تكثر فيها المخابئ المريضة التي تزداد فيها فرص الحيلة و الخبث و الجنوح إلى الانحرافات. ومن هنا فإن لكل إنسان عدة تركيبات تأهله لممارسة حياته الحيوانية الناطقة
..بالسان.. لذلك عبر الفلاسفة حقيقة الإنسان بأنه الحيوان الناطق بمقتضى كونه عبارة عن بدن ونفس معاً لأن الحياة جنس حليته الأعراض والناطق هو النفس. فعلى هذا يكون الإنسان مركباً تركيباً ثلاثي وأن النسبة الواقعة بين الأركان والكميات والكيفيات .حيث أن أسم الإنسان بسيط والحيوان الناطق مركب عند التحليل والتجربة العقلية .وبهذا المعنى قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب .كرم الله وجهه وعليه السلام..ما الإنسان لولا اللسان إلا بهيمة أو صورة ممثلة!! ..والرسول الاكرم ..ص..قال المرء مخبوء تحت لسانه!!! .وقالوا ..المرء بأصغرية قلبه ولسانه .والشاعر يقول . لسان الفتى نصف ونصف فؤاده ــ فلم يبق إلا صورة اللحم والدم .
.....
عبد الستار جابر هاشم الكعبي
كاتب وشاعر. العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق