الجمعة، 23 سبتمبر 2022

 ...........

هادي صابر عبيد
سوريا / السويداء
....................






مهلاً أيتُها المنيةُ لا تتعجلِ
من بعدي لمن الشِعرَ يُحَلَلِ
.
باتت شُعراء العرب جحافلِ
أصدقهُم كذبَ ولو شِعرهُ كاملِ
.
جئتُكُم من غياهِب الدُنيا مُنزلِ
وضعتُ كبيركُم في منزِلةِ الأرذلِ
.
من بعدي يموتُ الشِعرَ مُبتلي
كالوردِ إذا أصابهُ الجفاف يذيُلِ
.
صنعتُ للشِعرِ بحراً للبحورِ مُكملِ
مزجتُ بهِ البحور باتت دواخلِ
.
لم أذُق في دياري إلا طعم الحنضلِ
أكضُ على تُفاحِهِ كأنهُ سفرجلِ
.
حاكِمُ الشامِ راحتيهِ قنديلٌ مِشعلِ
والشعبُ في حَرِ نورِهِ يُقتلِ
.
يظنُ البلاد مزرعةً بأسمِهِ مُسجلِ
والشعبُ قِطعانٌ من الغنمِ والإبلِ
.
بين الجبل والسهلِ حواجِزٌ تُقفلِ
ومن لم يعُد في عِداد الموتَ يُسجلِ
.
لو كُنتُ أعلم أن حُكمكُم متواصلِ
لرحلتُ عن البلاد منذُ عقدي الأولِ
.
كانت الرجالُ قبل عهدكُم مؤصلِ
إذا اهتز شارِبٌ يهتزُ لهُ الجبلِ
.
باتت في عهدِكُم الشوارِبُ تحت الأرجُلِ
قلة الأمانات والشعبُ من جودِكُم ينهلِ
.
لم يعُد لي في دياري ما يُضِلُ منزلِ
إغتصاب البيوت عند القضاء مُحللِ
.
نحنُ أصحاب الأرضِ والمنازلِ
بِتنا عند مُرتزقة النِضامِ نوازلِ
.
مات الهوى في قلوب البشرَ مُبتلي
والحُزنُ ضيفٌ دائِمُ لم يرحلِ
.
يا أُم الرِجالِ عن الرِجالَ لا تسألِ
باتت كراماتهُم في الحضيض الأسفلِ
.
أأمدحُ بقومي وهُم من الرواذلِ
يُصيبني في مدحِهم العذلِ والجدلِ
.
القوم الأصيل عاداتهُ لم يُبدلِ
وما بدلَ إلا من ليسَ لهُ أصلٍ
.
هُدى لولا فُراقُكِ لم أكُن للشِعرِ نازلِ
ولم أكُن من بحور الشِعر ناهلٍ
.
لولا القلبُ في هواكُمُ مُكبلٌ مُبتلِ
كُنتُ رحلتُ مع جحافلَ الرُحلِ
.
علَ العيشةُ في ديار الغرب تُحللِ
وينتهي عذابُ عُمرٍ أثقلَ كاهلِ
.
هادي صابر عبيد
سوريا / السويداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق