الثلاثاء، 4 يناير 2022

 ...............

رافت ابوطالب

...............






الأمراض:
حتى نعلم السبب الرئيسي للأمراض
علينا ابتداءا بالإتفاق على مجموعة من الثوابت
اولا الله سبحانه وتعالى له الصفات العلى
ووفق علو صفاته سبحانه فقبل خلقه سبحانه للإنسان فقد خلق هذا الخلق كله
بالتالي فالاصل في الخلق جميعا انه يخلو من السوء
فسبحانه خلق فسوى
والعلاقة الغذائية بين الكائنات وبعضها البعض ليست علاقة مرضيه
ولكنها علاقة من باب الكمال بين الخلق جميعا
فالكائن الذي يموت يتحلل ليعود ثانية إلى التربة لتدخل عناصره في مكونات اخرى للتربة يستخدمها كائن اخر
فهناك محصلة ثابتة في كل شئ
ونظرا لكون الخلق جميعا يعمل وفق البرنامج العملي الاسلامي الذي جعله الله سبحانه للخلق
فكل الخلق تعطي الصورة الدالة على علو صفات الله سبحانه في علمه وفي فعله سبحانه فسبحانه (الذي اعطى كل شئ خلقه ثم هدى)
ثم خلق الله سبحانه الإنسان وكرمه وجعل له صفة تخصه كنوع وهي أنه خليفة
بمعنى أنه له القدرة على إحداث التغيير في معالم الارض من الهدم والبناء وإعادة تشكيل المادة التي حوله ليجمع منها صفات مادة اخرى تتحرك وتهدم وتقتل وتسفك الدماء دون الإلتزام بقيود سوى إيمانه اختيارا بالله سبحانه وتعالى
ومن هنا جاء خوف الملائكة من إفساده للأرض
فقالوا (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء)
هنا نبدأ معرفة من اين جاء الإفساد للارض
فهذا إقرار من الملائكة بان الارض تخلو من اي فساد كان
بالتالي خلوها مما ينغص على الكائنات حياتها ومنها الأمراض
فمن الإستحالة ان يعمل الخلق كله تسبيحا لله وفق مراده سبحانه ثم يكون هناك ما ينغص حياتهم كحدث مفاجئ يقضي عليهم
بالتالي هناك أمان تام في كل شئ ومنها عدم وجود أمراض
ثم هبط الإنسان الخليفة إلى الارض ولكونه اول إنسان وهو ادم عليه السلام فلابد له من صفات الكمال والجمال في البناء الجسدي والعقلي ما دلالته إنه الصورة الاولى من خلق الله للبشرية
وما دلالته خروج تلك البشرية اليوم التي بعقلها وصلت إلى تلك الصورة العلمية اليوم مع كونها فاسدة في الارض
بالتالي فأدم عليه السلام وزوجته حواء في اعلى صور الكمال الدالة على ذلك
فليسوا تلك الصورة التي يصورها كفار الارض هنا وهناك بذلك الإنسان الهمجي البدائي
وعمل ادم عليه السلام وفق البرنامج الإسلامي العملي الذي انزله الله إليه فعاش بالارص وفق علم الله سبحانه
بالتالي صارت البشرية هي العنصر الجديد الحادث على الخلق
والخلق حوله هو معطيات خلافة البشرية
وبقدر تحقيق الإنسان لمراد الله سبحانه فإنه لا يوجد فساد بالارض
ولكن عندما كفرت البشرية بالله كان من الطبيعي عدم تقيدها ببرنامج الإسلام الذي تعمل به مع الخلق حولها
من هنا بدأ الفساد
فبدا الإنسان يفعل ما نهاه الله عنه والذي يحجب عنه ابوابا من الشر من الامراض في كل شئ
فمع كل مخالفة لأمر لله سبحانه هناك ما نتج من سوء في بالارض
ففتحت البشرية على نفسها ابوابا من الشر لا تحصى
فصارت البشرية في الحالة التي نحياها اليوم من الاوبئة في كل شئ
ولولا رحمة الله وعفوه سبحانه عن كثير لاباد الجنس البشري نفسه واباد ما حوله من الخلق
لذلك فإقامة الإسلام كبرنامج إداري هو إغلاق لكل فساد ممكن ينتج من قول او فعل للبشرية في المحيط حولها او على جنسها
ولذلك فكوننا ندعوا لإقامة شرع الله لا يعني الخطأ في حق احد ولكن يعني ان نحيا جميعا صفات العلو والكمال الذي يخلو من اي سوء ظاهرا كان او باطنا
فهل نفهم الإسلام بتلك الصورة يا قوم التي نفقدها ونراها فقط بصورة كهنوتية دون فهم وعلم بحقيقتها
عندها سنصبح امة مترابطة كسائر تلك الأمم بالكون
في دوران الخير بيننا جميعا دون ان يكون هناك عنصر يعمل بصورة مستقلة عن الجماعة الكلية
بالإضافة لكوننا خليفة له سلطة اعادة التشكيل والترتيب فيما حوله في الارض
نسال الله أن نحقق ذلك فنصبح فعلا خير امة أخرجت للناس
بقلم رافت ابوطالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق