....................
أنور مغنية
................
خذ ذراعي
بقلمي أنور مغنية
ألا حبَّذا هذا قلبي
فهل أنت هاجرهُ ؟
فما نسيناه معاً
ولا نحنُ ذكرناهُ
إن هجرتَك فيا حسرتي
وإن وصلتَك فذاكَ تعذيبُ
أغمضَت عينيها قليلاً
ثم تفتَّحَت كفاكهةٍ متوَحشةٍ
كانت وحيدة تغرقُ في الظلال
لا تقوَ على شيء
لا تبوح بشيء
لم تقل سوى العناق
أشعلتُ سيجارة من تعبٍ
وكان الطعمُ يكبرُ على شفتي كما الطفلُ
قالت: خذ ذراعي واعبر بي
فأجمل الأصدقاء يحملُ كلَّ العمر .
خذ ذراعي واعبر بي
واشعلني شمعةً في ركن البيت
ربما من لهبي تخرجُ القصيدة
ربما أزهرت على كتفي الضفيرة
خذ ذراعي واترك الليلَ ينتصفُ
ونم إلى جانبي
طفلاً .. قمراً... أملاً
كن غيثاً من سماء
عُد إليَّ كقادمٍ من موتِهِ
تجسد بي كإنسان
فأنا أجزم سيدي
أنكَ لستَ بريئاً
وأجزمُ أنَّكَ كجبالِ الثلجِ
تحفرُ السواقي خِلسةً
بعد جنون الليل
وأجزمُ سيدي أنَّكَ كقصيدة يوم البعث
و أنَّ صوتَك كالمكان كأنه الزمان
سيدي أجزمّ
أنَّكَ تضيفُ وجعاً إلى وجعي
ترفعني من صمتي وسكوني
وعيناي تعانقان اتساعك
كأنك بحرٌ قد ترامى
سيدي يأخذني إليك هدوء الروح
وأنا المعجون من شكٍ وقلق
وفي القلب شهبٌ ترمي شياطين الرذيلة
هلاَّ أحسست وشوشات البحر
وارتطام أمواجي
تُرجعُ إلى نفسي الصدى والأنين ؟
سيدي هِب أنَّكَ ذهبت ثمَّ عُدتَ
هِب أنَّكَ شمسٌ أمعنت في غروبها
آخذاً حفنةً من شفقٍ أحببته
سأمتدُّ إليك حينها
مدفوعاً برغبة البحرِ
وجموح النوم على صدرك
فكن جزءاً من تكويني فالإنتظار طويل
أنور مغنية 21 12 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق