................
نادية محمد عبد الهادي
..............
بمناسبة الإحتفاء باليوم العالمي للفصحى.
الفصحى إلى أين ؟.
◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
" أنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون "
مــــــــــن المسلمات أن اللغة خاصية إنسانية أصيلة ،يتميز بها الإنسان عن سائر المخلوقات، ويوصف الإنسان بأنه حيوان ناطق ،وهذا لدلالتين هما دلالة العقل ودلالة الكلام، وفى الآية الكريمة: " وعلم آدم الأسماء كلها " تعبير عن حقيقة أن تعلم اللغة فاتحة العلم وأساسه لايتم بدونها . واللغة هى أداة التفكير الرئيسية تتضح قيمتها فى أنها الصيغة التى تحدد فيها المفاهيم والمعانى المجردة ولاشك أن قدرة الطفل، وهو ينمو على تعلم لغة مجتمعه ونشأته على التفكير والتعبير بها، والتواصل مع الآخرين وتبادل الخبرات هى الأساس لأنماط السلوك التى منها تتشكل ثقافة المجتمع .
لذلك فاللغة هى مرآة حياة الشعوب والسجل المعبر عن خصائصها، وقد فخر العرب بلسانهم العربى وبيانه كما فخر العربى بأصوله وأنسابه ،فلما شرفت العربية بنزول القرآن الكريم: "إنا انزلناه قرأنا عربيا لعلكم تعقلون ".. "لسان الذين يلحدون إليه أعجمى وهذا لسان عربى مبين " أصبح الإعتزاز باللغة مرتبط بتلك الكرامه الإلهية باعثا الى دراستها لفهم آيات الذكر الحكيم ،وإدراك أسرار البلاغة ،وفهم الأحاديث النبوية الشريفة، وعمق دلالتها فى أحكام الشريعة وآداب السلوك .
- ومن الضرورة من اعتماد اللغة العربية لغة للتعليم ، بشكل خاص بالمدارس العامة والخاصة بجانب اللغات الأخرى وبالوطن العربى والإسلامي ،بشكل عام وما يقتضيه ذلك من الحفاظ على اصول اللغة، والحرص على تراثها وغناها والعمل على تطويرها لتفى بحاجات التطوير المعاصر ،ولكى تعبر عن ثقافة الأمة العربية وشخصيتها القومية، وهى تنهض لتحقيق وحدتها العربية، وإدراك ما للغة من قوة فى ترسيخها .
-لإضعاف الفصحى فى تأثيرها بوصفها رابطة قوميه تشد المواطنين الى وحدتهم الفكرية وتعرض الأمة العربية والإسلامية ،للتشتت وانقسامها الى مجموعات سكانية مختلفة فى الثقافة والأتجاهات ،وتعطل الحركة نحو الوحدة العربية والأسلامية
- فنوجه الإهتمام بتشجيع الطلاب بالمدارس العامة والخاصة والأجنبية على الأهتمام بتعلم اللغة العربية قرلءة وكتابة، وفهم معانيها وعدم حصول أى دارس على الشهادة الدراسية، الا بإجتياز امتحان لأصول اللغة العربية ،ويكون بشكل جاد تشرف عليه وزارات التربية والتعليم من أساتذة متخصصون فى اللغة وكذلك بالنسبة للتعليم الجامعى الخاص، ويمكن تشجيع ذلك عن طريق إضافة درجات تشجيعية وحوافز مادية للطلاب المتفوقين فى مجال تعلم اللغة العربية . ولاننسى اهمية دور وسائل الأعلام والتواصل الجماهيرى فى نشر اصول اللغة العربية ،وأن يتم اختيار من يعمل بهذه المجالات على اساس الإلمام الصحيح باللغة العربية، لما له من أثار سيئة لمن يعملون بهذه المجالات على المتلقى من الجمهور .
- لابد من تبنى فكرة تنشيط حركة التعريب فى التعليم العالى والبحث العلمى عن طريق مجمع اللغة العربية ،واساتذته وتشجيع الإبداع فى العربية وآدابها ، وتوجيه الإهتمام فى مراحل التعليم الأساسى لتعليم اللغة العربية ليس عن طريق القراءة والكتابة فقط بل الإعتماد على مهارات الإستماع والكلام
والإصغاء لفهم الأفكار والمشاعر بطلاقة وفهم معانى العبارات والتدريب على نطق الحروف من مخارجها الصحيحة .
- و عدم اقتصار تحمل مسئولية تعليم العربية الفصيحة على معلمى اللغة العربية فقط ،بل وقوع المسئولية المشتركة على الجهات الثقافية .
ويجب أن نعلم أن سياسة اعتماد اللغة العربية تحتاج لإعداد المعلمين فى مختلف المراحل لتأهيلهم لتعليم اللغة الفصحى بالتعاون، مع مؤسسات الدولة وبين العلماء المتخصصين فى اللغة والتربية والعلوم المختلفة والعلماء على الصعيد القومى بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مع الأتحادات العربية والإسلامية والمجامع العربية، بمساعدة إصدار قرار سياسى على مستوى الدولة يحدد معالم السياسة التربوية لإعتماد لغة الفصحى، كلغة اساسيه قبل تعلم أى لغة أخرى داخل المؤسسات الإسلامية والعربية التعليمية .
◇◇◇◇◇◇◇◇◇
بقلم الدكتورة:نادية محمد عبد الهادي .
مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق