...................
الروائية أمل شيخموس
................
أقوى على الإجابة أو . . مكثت هكذا أنفث آهاتٍ كالدخان في صراعٍ جهنميٍّ أخفيه عن جدتي كيلا أوسعها هماً ، فقمت بعد أن أرقت في الليل ماسحةً عن جبيني الأفكار السوداء . . صحوت باكراً مشرقةً بشعورٍ غريب يجعل لنفسي قدسيةً خاصةً
- ترى ماذا يضمر هذا النهار في تلافيفه أهو الموت أم الحياة ؟ حَللتُ شعوري إزاء أحمد فمالت الكفة استلطافاً سيتحول إلى حبٍ يفوقني مع مرور الأيام ، آنها لم أتخيلهُ زوجاً يرقد بجانبي ، تريثت في الحكم فهو الواحة التي ستسقيني الماء في دوحة الشقاء ، كما أيقنت أني سأحبه سريعاً مع مرور الوقت لأني في كل مرة أتعلق به أكثر فأكثر و كان هو على العكس أهوج حيال تعلقه بي يكرر لي لفظه " أحبكِ " كما لم يصرح بها شفهياً بلسانه إنما نطق مرتين " جعلوني أحبكِ قبل أن أراكِ " بيد أني لمست الصدق في رعشاته و إيماءاته المجلجلة بعزة النفس و التزامٍ محتمٍ بالحدود التي سورتني بهالةٍ من الاحتشام ، قدست شعوره إزائي و جعلته ينطلق بعفويةٍ في
الصفحة - 93 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
عذوبة روحه التي انهمرت بحبه إليَّ ، حتى أنه أفضى إليَّ بالأمس :
- أخشى عليك لمز الناس ، لا أبغي أن يمسكِ أحدهم بنقيصة . أريحيني بنعم و أعدك أني سأسعى ما حييت في رسم الابتسامة على شفتيك الورديتين المتسعتين بأفق الأمل ، أعتقيني من العذاب لأتقدم بصفةٍ رسمية . في خضم الأفكار تهتُ في معالم هذا النهار الذي سيزفني إما إلى مملكة الزهور أو سيقلني إلى السجون ، الذي سيهديني غزلان الأمان أو سَيُحَجرني دمعاً على خد الزمان ، فرت هذه الأفكار بطرقاتٍ هادئةٍ على الباب توثبت روحي إنه أحمد بالباب :
- اشتقتُ لكِ . . أنا أشدك راجياً أن تفدي إلى بيت أم فضة .الآن استأذنت جدتي ، ولجتُ منزل أم فضة حتى نهض أحمد من مكانه متأملاً إياي كأنهُ يبغي تطويقي كيلا أضيع منه ، و ما إن جلستُ حتى أدركت تدهور حال أحمد في الحب ، عيناه تفيضان بالهيام بات كطفلٍ صغيرٍ منصهرٍ في شخص أمه يشرقُ بابتسامتي و يصمت لصمتي . ألحت أم فضة عليَّ بالموافقة ، أما هو فغاب
الصفحة - 94 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق