............
التجاعيد المرسومه بإتقان وبتعرج جميل على هذا الجدار البسيط والرائع والجميل . ومن على تلك النافذه المصغره تنبثق من بين شفاه تلك الرائعه إبتسامة الصباح .( باب الداير ) هكذا كان يطلق عليه أجدادنا بهذا الاسم . قريتنا الجميله إحتوت على العديد من الديار على هذا الشكل المعماري الفني البسيط . يتكون الدار الواحد من اربعه إلى خمس طوابق في كل طابق غرفه أو غرفتان حيث يختلط ذلك الدار بأربعه أسر تشملهم الموده والرحمة والتعاطف وصلة الترابط الأسرى دون تميز أو تحيز . هكذا عاش أجدادنا في قريتنا القديمه . الصباح الذي يندهش الكثير في حظوره الذهاب الى الوادي لتأتي الأمهات براحة( الخوعه ) العنصيف بعد أن قمن بتجهيز اللبن يحملن على رؤسهن الحطب والماء بكل نشاط وحيوية أصوات الأغنام وراحة الابقار تعج بالمكان جميل هذا الشعور العيش البسيط وراحة البال . الصبوح الروح والعشاء ماتيسر . أجدادنا وكأنها وصيه يوصون بها وفعلا كانت روتين يومي إعتادو عليه شرب القهوه والفته بالسمن البلدي . ليزداد هذا المكان روعة وجمال . خلف تلك التجاعيد المتهالكة على جدار الديار ترعرت ونشأت كل الأجيال وانا أيضا لقد عانقت زمن قليل من زمن الأجداد الرائعين خالطت الغنم وعانقت الثور الذي كانت تناديه عليه امي بسم سالم وحصلت على ردعه قويه وعشت بين صراخ الدجاج وعويل الكلب الذي كان يمتلكه أبي كان مجرد صديق لم اعرف قيمته الا بعد أن كبرت وفقدته . العيش البسيط رائعا بحجم السماء تمتعنا بالألفه والمحبه والسلام ترعرعنا بالبساطة والدين والاحترام . وعلى نهج الأجداد سارت أقدامنا .حتى وطئت المدينه قريتنا فانقلب الحال وصار ماصرنا عليه .
فارس السعيدي ..............
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق