.................
آ.خ.حمو أشوخان
..............
وجد عذري
حين يهزني الشوق إليك تنسكب الأوشال
فأعتكف في رواقك أمام اللوحات و أتأمل
أستفسر الجدار عن تلك الأنامل و أتساءل
يأخذني عمق المغزى و فن مفعم بالجمال
إنتقاء ينم على حس مرهف و ألق متكامل
ذوق رفيع و صياغة حكيمة لتمرير الرسائل
تناسق الألوان و مغزى يفصح عن الأحوال
يمر الزوار مرور الكرام فلا يحالفهم التحليل
و أنا أفهم المقاصد و ما يوحي إليه التأويل
فما ذلك إلا برهان على الإنسجام و الدليل
لوحات تروي قصة وجد يتقد في الدواخل
فكل لوحة توثق مرحلة من المسار الطويل
مسار تميز بالأخذ و العطاء و انسجام كامل
وجد عذري الف بين قلبين منة من الجليل
ميثاق شرف لا تشوبه معصية و لا اختلال
شيد على التقوى و مرضاة الله غايته حلال
عهد أساسه الإستقامة و الإلتزام و التعقل
فإذا ألف الله بين الأرواح فالأواصر لا تحل
ذلك قدر الله قد سطر في اللوح منذ الأزل
و إذا قدر الله أمرا فقدرته لا يعجزها محال
ما زلت أذكر يوم زرتك و بدا عليك الذهول
أخذتك الحيرة و ساورك الريب و التساؤل
مرتاب كأنك بين نارين و وقع الشك يزلزل
مضى الزمان و أيقنت أني نزيه و لا أخاتل
و أن الوجد قدرنا و اللقاء لا ريب أنه مقبل
فقد تمسكت بك بإصرار و ما تراجع الأمل
رغم الحظر و شدة الشوق و غياب الوصال
ما غبت عنك يوما و ما كان دأبي التجاهل
فأنت توأم الروح و قد جمعنا وجد متغلغل
اخترتك لوحدك بين الخلائق و ما لك بديل
إليك وحدك أنضم حروفي و أغرد كالعنادل
و المؤمن الصادق ثابت المواقف لا يخذل
و أنا عبد عنيد ملحاح إذا اقتنعت لا اتنازل
أنت و روحي كيان منصهر في أبهى الحلل
فلو منحتك عيني لرأيت كيف تراك المقل
و لتأكدت أنك رفيع القدر و أنك خل مبجل
براءة قل نظيرها و سحر أخاذ و بهاء جميل
استقامة النبلاء و خلق رفيع و القلب وجل
لا غرب فأنت طيبة الأعراق و أصلك جليل
بلدة آمنة يشهد لها بالجود و للأخيار مشتل
مهد الشرفاء الأسياد و الورع فيهم متأصل
ماء غدق زلال و واحات و قصبات و نخيل
فمن دخلها فهو آمن و حظه ليس له مثيل
و أنت غيث خير زخاته رحمة علي تتهاطل
آ.خ.حمو أشوخان
المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق