.................
الشريف العوني
................
ذات مساء
كتمت هـوايا عليها حيــــاء
وأسكتني عنه فرط الحيــا
و كان يزيــد نفوذ هـــواها
و تضطرم ناره فـي الحـشـا
و فاض اشتيـاقي وزاد التيـاعي
وجُـنّ جنوني بقلبي طغــــى
و مثلي ولوع وفي صبــــور
و سـري خفيّ دفينا بقـــــى
و ذات خريف بذات مســاء
من الودّ شيء لهـا قد بــدا
و أرخى الفـؤاد عنان اللسان
طليقا يصـوّر صــدق الوفــا
فقال حديثا جرى سلسبيـلا
رقيقا و عذبا سكـوبا ســـرى
و أبدى الحبيب لقولي قبولا
و كان لحبي لديه صـــدى
دنوت إليه، لمست يـــديه
نظــرت إليه، فكان على
أحـر من الجمر مثل اشتياقي
له، ما ضممته حـتى ضمـــا
فطـال العناق، بخوف الفراق
كلانا بصدر الحبيب ارتمى
و كان العتـاب، بحرف العيون
على ما أضعنا زمـان الجـفــا
و لمّا وضعت على شفـتــيه
شفاها شكت من طويل الضما
أطالت بقاء شفاهي بفيـــها
لحد ارتـوينا تمام الـــــرَّيا
رشفنا رضـابا رحيـقا زلالا
بـدون حساب لنا المبـتغى
نسينا الدُّنى ليس في الكون إلا بـريق عيـون و شـهـد اللمـى
و حين أفقنا على بسمـتيـنا
أردت الكلام فقالت كــفـــى
وبعد وعود و بعد ســـلام
ببسمة فجر منير الضياء
ولفتة العاشق المستهام
تلاشت لتأتـي كلّ مســـــاء
و مـرّ نهار فشهر فحــول
و لا من يزور خليل الصـفا
وكفكفت دمعي وضمّدت جرحي فكم من خليل خليلا نســى
وهاهي تأتي لتذكي لهيبــا
مع اليأس كدت أقول انطفى
تعيد الحكاية حيـــث بدأنا
بذات خريف وذات مسـاء
الشريف العوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق