الأحد، 12 سبتمبر 2021

 ...........

محمود القيصر

...............




طَالَت لَيَالِي الدُّجَى
فِي دربي
وَازْدَاد مِن البعاد سهدي
لِمَا قَمَرِيٌّ هَجَرَنِي
ورحلت عَنِّي
وَتَرَكْت نَارًا تتاجج فِي جَسَدِي
بِالْأَمْس أَنَا وَهَى هَا هُنَا كُنَّا
ولازال شذى عطرها
لَا يُفَارِقُ يَدَي
كَانَت بِدَايَة حِلْمُنَا . . صَبَابَة شَغَف
وَكَتَبْنَا عَلَى أَوْرَاقِ الشَّجَرِ
حُبّنَا الْأَبَدِيّ
كُنْت بِرِفْق
أَضُمُّهَا عَلِيّ صَدْرِي
وَسَقَيْتهَا مِنْ كَأْسِ الْغَرَام شهدي
أَهْدَيْتهَا قَلْبًا يَنْبِض
بِه حُبًّا وَوَلَها
وَجَعَلْتُ كُلَّ لِقَاء بِه يثري ويندي
وَالْيَوْم رَحَلْت عَنِّي
وَبَتّ معذبتي
ذَبُلَت ورودي وَأَصْبَحَت هُنَا وَحْدِي
يَا رُوحَ رَوْحٌ أُلْفَتُهَا
لِمَا هَجَرَنِي
الْحُنَيْن إلَيْهَا نَار تَشْتَعِل بوجدي
اوصدت بَيْنَنَا
كُلّ أَبْوَاب الْمَحَبَّة
وَكُلَّمَا أَلُوذ إلَيْهِ كَانَ فِعْلُهَا صَدِئ
سَلَكْت إلَيْهَا
كُلِّ سَبِيلٍ يُقَرِّبُنِي
لَكِن هَيْهَات
ماعاد يَنْفَعُ وَلَا يُجْدِي
أَطْفَأ دَاخِلِيّ شَغَفِي ولهفتي
وَتَرَكْت الشَّوْق
يَسْتَبِيح جِلْدِي
هَذَا قَلْبِي وفلتأخذه أَن شاءَت
لَيْس خِذْلَان مِنِّي
أَوْ أَخْلَفَ وَعْدِي
نِسْيَانُهَا بَات مَسْأَلَةُ وَقْتِ كَانَت
مَعَ الصَّبْرِ مِنْ رَبِّي
وَبَعْضًا مِنْ جَهْدِي
أَعْلَم يَقِينًا أَنَّ كيدهن عَظِيمٌ
وَلَكِنِّي
لَسْت أَنَا الرَّجُلُ
الَّذِي تَسْتَطِيع كَيْدِي
كبريائي أَوَّلًا وَثَانِيًا
وَأَخِيرًا كَرَامَتِي
وَلَن يَسْتَطِيع وَهُم عَشِقَهَا قَيْدَي
سأضع مِلْحًا عَلَى جُرْحِي
واعبر الآمي
وَانْفُض غُبَارٌ الْيَأس
واستعيد مَجْدِي
وَلَدَت قيصرا
وسأعيش عُمْرِي قيصرا
وساحلم بِالْحَبّ كَمَا كُنْت سَابِق عَهْدِي
محمود القيصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق