..................
حمو أشوخان
................
الجواد الأكرم
خلق القادر القلم و أمره أن يكتب مقادير الأنام
قبل أن يخلق الملائكة و الثقلين و كلهم منعدم
فخط القلم في اللوح المحفوظ ما أملاه الحكيم
لم يطلع عليه إنس و لا جان و لا الملائكة الكرام
علم غيب أخفاه الله لا يكشفه دجال و لا منجم
فهو قدر ثابت لا ريب أنه واقع و القضاء يتحتم
و قدر مقيد قد يغيره المقتدر رحمة منه فلا يتم
و لا يتغير إلا بصالح الأعمال و الدعاء حين يلهم
و قد حدد الله لكل كتاب أجلا و موعده محسوم
فالخير فيما اختاره الله فإنه يعلم و نحن لا نعلم
نخلد للنوم و الله سبحانه لا تأخذه سنة و لا نوم
يدبر الأمر من السماء إلى الأرض و تدبيره قويم
الدوام لله فكل من عليها فان و لا مخلوق يدوم
فالموت أجل يتربص بالأرواح كأنه سياف يحوم
كل عابر سبيل مآله الرحيل كما خلت قبلنا أمم
و أيامنا تتعاقب بين أفراح تسعد و كربات تؤلم
لا ابتلاء يدوم و كل عسر سيعقبه اليسر و النعم
يطوي عبء الفؤاد فيجف الدمع و تزول الطمم
و اليقين سر لبولغ الغايات و الملحاح لا يتحطم
و إذا أتى الزمان بمر الشدائد فإن الرحمن أرحم
لا يعجزه اكرام عباده فهو المتفضل البر و الأكرم
الله حليم فإذا انشأ غاية في القلب فإنه سيكرم
يفىء عقب الإبتلاء إذا كان المؤمن صابرا يكظم
يرضى بما قضى الله و بالإيمان و التقوى يتسم
و لا يزدري نعم الله و يفرح بما ساق إليه الكريم
يقف عند حدود الجليل إيمانه راسخ و مستقيم
و الواثق لا يتذمر من القدر فكل الأوجاع تنصرم
زاده الصبر و الدعاء و انتظار الفرج سلوك حكيم
لا يستولي الإحباط على قلبه لا يقنط و لا ينهزم
ذلك داب أهل الخير إذا أصابهم البلاء و الهموم
أولو حظوة و من فاز برفقتهم فهو محظوظ غانم
و إن خير متاع الدنيا رفقة خير آمنة لمن يتوسم
نبراس يضيء عتمة الحياة و قلب شفاف سليم
هبة من الوهاب لا تحلو دونها الحياة و لا تنتظم
رحمة من الرحمن غصن من شجرة خير و بلسم
زمردة خير و مهجة الروح أصدح لها كبلبل يترنم
آ.خ.حمو أشوخان
المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق