الثلاثاء، 3 أغسطس 2021

 ...............

محمد الباشا/العراق

...................




قصة قصيرة
العنوان / ثمن الوعد
*****************
كنت حارساً شخصياً لعضو برلماني يحمل نزاهة وحرص على الناس ، وفي أحدى العزائم الخاصة بحزبه ، كان الحضور واسع ومن بينهم منافس له حصل على أصوات أقل ( يكون بديلاً لأحد أعضاء البرلمان عن حزبه في حال وفاة او انسحاب ذلك العضو من البرلمان لأي سبب كان ) ، كانت نظراته لا تخلو من الحسد فقال البديل له :
_لقد كنت محظوظاً وكسبت الأصوات ، الفرق بيننا ليس كبيراً بعض الدرجات ، صحيح أنا بديل لك بعد أن تتنازل عن عضويتك أو تكون من الأموات ، فأعتني بنفسك فأنني أنتظر تلك اللحظات .
فضحك الجميع لهذه الدعابة السمجة.
بعد المأدبة سمعت عضو البرلمان وانا أسير خلفه يقول لأحدهم على الموبايل :
_ لن أكون الا باراً بأصوات الناخبين ، لقد أقسمت على ذلك باليمين ، سادافع عنهم وعن حقوقهم والله المعين ، لن أوافق على أيذاء المساكين ، وسأساعدهم في اعتراضهم وأقف مع المتظاهرين .
في اليوم التالي توجه إلى البرلمان ، وهو مصر على أن لا يصوت على شيء ضد الناس ، خرج من البرلمان وهو متعصب لتخاذل أغلب الأعضاء وبيعهم ضمائرهم ، وكان صوته عالياً رافضاً ، وفي هذه اللحظات سمع ان المتظاهرين يتعرضون للضرب والاعتقال ، خرج مسرعاً الى ساحة التظاهر وهدأ من الاصطدام ، وأخرج المقبوض عليهم ووبخ أحد كبار الضباط .
رجع مزعوجاً متألماً سمعته قبل ان يركب سيارته :
_ تباً لكل من أنكر الضياء ، تباً لمن أرتضى العيش في الظلماء ، حقوق الناس في أعناقنا أمانة فأين نذهب من رب السماء ، علينا أن نكون مع الفقراء ، علينا أن نساعد الضعفاء ، أنهم أهلنا وأحبائنا لن أتركهم في العراء .
في الطريق قال لي :
_ أظن أنني علي أن أفرق بين الامور ، وان لا أظلم كالباقين ولا أجور ، وان لا اكون لرغبة الحزب مأسور ، وان أراعي مطاليب الجمهور ، وهذا الأمر جعل علاقتي مع الكبار في فتور ، أظن أنني صرت قريباً لان أعانق أصحاب القبور .
بعد أيام كنت اتمتع باجازتي ، سمعت نبأ مقتل النائب بحادث غامض .....
بقلمي....محمد الباشا/العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق