...............
.Dr.Ameen giad
....................
موقف
........
الكتابة الشعرية..
الومضة الحرة مثالاً
.......Dr.Ameen giad
من أهم التجارب التي مررنا بها في كتابة الومضة بمختلف شروطها، وجدنا أن الومضة الحرة تكون أكثر تعبيراً في حالتي الإرتقاء بالشعرية والشعورية، ووجدنا أن الإلتزام بشروط الومضة من ناحية العنوان وعدد كلماتها وتكثيفها وخلق الدهشة في الموضوع هي أهم عناصر الكتابة، ووجدنا أن تكون حرة بمعنى أن يكون الشاعر المبدع قد عرف أهمية اللغة ونحوها وصرفها وإملائها، لا أن تكون من دون صورة شعريةوإبداع مائز، وقد إرتأينا أن يبدأ الشاعر المبدع في كتابة الومضة بفعل أو اسم أو حرف، لكي يحافظ على مستوى التجربة الشعرية، بعيدا عن الألفاظ الجاهزة والتقريرية التي ترهل ألومضة، ومن جانبنا فلقد كتبنا في مختلف أشكال ألومضة سواء أكان في عدد كلماتها أو ابتدائها بحرف أو فعل أو اسم، ومن ثم جاءت الومضات الحرة متنوعة في مواضيعها وفلسفتها ودهشتها وإختصارها، حيث كتبنا عدداً من المقالات التي تشير إلى أهمية ألومضة الشعرية ،. ولا أعني الذين يزجّون أنفسهم في مغامرة كهذه ثم يفشلون، لأنهم لم يدركوا الشعر وتنوعه وشروط الكتابة، وأعتقدوا أن اي كلام يصلح أن يكون ومضة، ونحن نرى ما ينشر في أكثر من مناسبة، ومن هذا الكلام العادي الذي لا علاقة له لا من بعيد ولا من قريب إلى اسم الشعر أصلاً، مستدركين إلى أن اغلب الذين يقحمون أنفسهم ليس لهم علاقة باللغة والنحو كما أسلفنا، فهم جاهزون للكتابة طوال الوقت.
أعود إلى أهمية هذا النمط الشعري الأخّاذ في الكتابة، فمن لم تكن له دراية بالمدارس الشعرية والموروث الشعري وتجارب الشعراء منذ أن كتب الإنسان أولى تجاربه قبل سبعة آلاف سنة (أعني الكتابات التي وجدت منقوشة على الحجر مثل ملحمة كلكامش وغيرها) مروراً بالعصر قبل الإسلام وما بعده من عصور حفلت بالشعر والفقه واللغة والدراسات الفلسفة وغيرها، وما تبعها من تجارب في العصر الحديث في شتى بقاع العالم، والتي لها تأثير ناجع في الثقافة والمعرفة للشاعر الحقيقي، حيث ظهرت كتابات الهايكو والتانكا وغيرهما في اليابان والتي كانت بمقاطع متنوعة في العدد أيضا وتهتم جميعها بالطبيعة والحب، من هنا، علينا أن ندرك المسؤولية الحقة قبل أن نقدم على الكتابة، فهي ليست قضاء وقت وتسلية، كما يظنها الفاشلون، وقد يذكرنا الموضوع وأهميته في أن نقدم فضاءً شعرياً أكثر ملائمة في كتابة الومضة الحرة مع الحفاظ على أغلب شروطها، وكما نعرف كل شيء قابل للتغيير والإضافة، وخاصة في مسألة حساسة ككتابة الشعر وأهمية الشكل والمضمون فيه، كما تعارفنا عليه في الكتابات والتجارب الشعرية العربية والعالمية، إلا أن العمق الصحيح للشعر هو في تراثنا الكبير لحضاراتنا وما تركه المبدعون في شتى المعرفة من مخطوطات، والذي حاول ويحاول الحاقدون على العرب طمسه وتدميره وحرقه، كما فعل هولاكو والتتار في مكتباتنا، ومن بعدهم الإستعمار الحديث الذين سرقوا كل مخطوطاتنا وكتبنا، وحوتها كل مكتبات العالم في الفاتيكان وبريطانيا وألمانيا وتركيا وأمريكا وفرنسا وغيرها..
كل هذا يجعلنا أن نهتم بلغتنا والحفاظ عليها،. في أي نوع من الكتابة، والحفاظ على مشاريعنا الثقافية وتحصينها من محاولات تشويهها عبر الدخلاء، والحاقدين على حضارات أمتنا العربية التي زخرت بالإبداع والعلم والمعرفة والبحث واللغة وغيرها من العلوم كما هو في مصر والشام والمغرب العربي والعراق.
قد يسأل صديق، وما علاقة هذه بالتجارب ألشعرية ،. ونقول له،. ان الشعر موقف و ضمير الأمة الحي، فهو يسجل ويؤرخ حالات الإنسان، ومن خلاله نعرف مجتمعاتنا وتطلعاتها في كل شيء،ونزداد توحداً في مسيرة الإبداع، وتتراصف مواقفنا ضد ما يجري من تدمير مبرمج للحضارة وإنساننا العربي، فليس بالشعر يحيا الإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق