...................
اجداث حدو / المغرب
................
طفحت الأحداث فوق المرايا
ظللت متيما بها لسنين لكن
التجربة حطمت كل الأحلام
كم بنيت من وقائع تناثرت
كقصور من الرمال والأوهام
رغم مرور الزمان فإنها ما
زالت ترمقني من بين الزوايا
ماذا تود مني وقد انقضى
كل شيء وأنا لم أرتكب خطايا
لما أخبرتني بما نوته تخيلت
وكأن السماء كلها تتهاوى
كل ما عشته في طمأنينة
في الأيام الخوالي قد طوى
لكن ورغم مرور السنين
لم أستطع نسيان تلك المآسي
كلما تذكرت تلك الوقائع
الماضيات ازدادت كوابيسي
في بداية تعارفنا كانت
تزهو حقا بالعنفوان والطموح
مع مرور الأزمان تغيرت
الأوضاع واستفحلت الجروح
أحداث لاحقتني فلم أقدر
على السباحة عكس التيار
فلم تبق الأسرار مكتومة
بل تمددت وسادها الانتشار
مع استمرار الأيام صرت
كأنني إنسان مجهول وغريب
كيف أصبر على الألاعيب
وقد انتشر في قلبي اللهيب؟
في الكثير من الليالي كانت
تأتيني في الأحلام كوابيس
كانت كلماتي شاعرية فكيف
انطفأت فجأة تلك الأحاسيس؟
رغم استمرارها في ذاكرتي
فإنها خلت في صدى كلماتي
أحيانا أتخيل أنها ما زالت
تنتظرني وتود سماع حكاياتي
هي التي استطاعت بعد
التحري أن تكتشف أثر خطواتي
يا لها من مأساة كبرى !
كيف استطاعت قراءة أفكاري؟
لقد حاولت منذ البداية
أن أتخفى وأكتم كل أسراري
كنت أرى ابتسامة من ثغرها
فأقاوم وللمشيئة كان الانصياع
السنوات الأولى لتعارفنا
مرت في رتابة ثم ظهر الصراع
لما أرهقتها أقوالي قررت
بكل جرأة أن أكف عن المسارات
لا يمكن للزمان أن يمحو
الذكريات رغم كل الافتراضات
إنني ذو عزم قوي لا يلين
وخططت لزيارة أجمل المحراب
لم أحقق الرغبات والأماني
وتحولت الأحلام إلى السراب
اختلفنا زمانا لكن نظراتها
ظلت تتابع عن بعد خطواتي
قلت لها : تمهلي يا أميرة
لا تخافي فقد ذابت كل رغباتي
ظللت تائها وفجاة تلاشى
كل جميل وراح هدرا عنفواني
لم أقو على الابتسامة وتعرف
أنه ليس هناك من يواجهني
إن فرت من أجوائي فإنني
جازم أني لست وراءها أجري
مواقفي وخطاباتي أصبحت
لا تستهويها وغرامي لن يجدي
تأزمت الأوضاع بانعدام
البدائل واختلطت الأحداث والوقائع
ما كان بيننا ذو أصول إنسانية
ولم تكن تختلف عن الشرائع
لما رأيتها يوما قادمة
استبشرت انتشيت وانفتحت أساريري
عشت معها أحداثا جساما
وما زالت تفاصيلها تقتحم أفكاري
ساورتني الشكوك لكنني ظلت
زمانا تجهل الحقائق والخفايا
تمهلت بكل صبر وأناة إلى أن
طفحت الأحداث فوق المرايا
اجداث حدو / المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق