..................
هشام القن
................
اللغة والإنسان: الحلقة الأولى:
أحتار أحيانا وأبدا ماذا أكتب رغم ضراروة ما يعتملنى من أفكار وينهش في صدرى ليل نهار، لكن المستحيل الوحيد كان وما يزال هذا السؤال: وماذا بعد؟ وماذا ستقدِّم (بتشديد الدال وكسرها) حين ستقدِم (بتخفيف الدال وكسرها)؟
إن المأساة تبدو فيما سنقدِم عليه، لأننا لا نقدمه إلا بألسنة ولغة لا تشى عنا إطلاقا، ليس صحيحا أن شعراءنا الأفاضل اجتازوا شيئا من محنة النفس وهى خلف قضبان الزمن، ليس صحيحا أنها استعادت عافيتها وهى تحاول أن تناضل أجل البوح عن نفسها أمام قاضى الزمان وقانون المحنة الأزلى
أيها السادة لغتنا تفشل عنا بكل المقاييس، وما بداخلنا يظل كالصمت كالحنين والأنين وعوالم لا تضارع من المعقول واللامعقول لأنها عوالم الله التي فشلنا بكل جدارة أن نتحدث عنها بتلك اللغة الميتة
نحن بحاجة إلى استعادة أنفسنا باستعادة لغتنا بحاجة إلى تجديد غير مألوف بحاجة إلى القفز على أسوار اللغة وأسرارها معا
إن ما قدمه العالم بلسان اللغة قليل جدا مما يعتمل بصدره، فالحقيقة لم تتوقف بصدر العالم يوما لكنها أيضا لم تتوثق لأنها بلغته تلك ما زال يناضل أجل إخراجها، وهى لا تكاد تخرج إلا بالكاد المميت، فمتى نخرج من عقال ألسنتنا إلى بهو الحرية وامتدادة الروح الحقيقية، لابد من إعادة النظر في كل شيء نحياه، لابد من توثيق الحق والشعور والفكر لكن بلغة أخرى تشق عباب تلك اللغة التي نحياها وتقفز عليها دون أن نصطدم بها أو ندمى لأننا ما زلنا في طفولتنا وبداوتنا نحيا منذ آلاف السنين بلغة تكاد تكون جدارا حصينا بين الإنسان ونفسه بين الإنسان والآخر والعالم كله
هشام القن ليلة الأربعاء 28/2/2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق