الجمعة، 27 نوفمبر 2020

 ...................

سناء_عمار

.................



أحدثكمُ_عن_الحبِّ_أمْ_عن_أمي... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قضمتُ البوحَ ليلاً وشربتُ دموعَ الأسى جرعاتٍ
وعاهدتُ القلبَ عفوًا لن يحبَ سواكِ

خذي هذا الوعد عهدًا وسلمي لي على أحبتي القلبِ...
أنتِ وهو ولاتلقي بفؤادي غيرَ رضاكِ بعد رضى ربي...
عينايَ مابين الإفاقةِ والوسنْ تسألُ عن ذكركِ وتقتبس

من ضيائكِ فأنتِ السناءُ في الدجى و السكنُ بغربتي
فمَن أنا إلا غَرْفةٌ منكِ وأنتِ طهرٌ غفى بين جنبيكِ
فأمطرَ من غيمكِ السندس والسنا واستبرقَ غطى كل سوءةٍ معيبةٍ ببشريتنَا، وأملٌ لوطنٍ كأملِ زهراءِ العامريةَ...

فكيفَ بربكمُ أكتبها وأي لغةٍ قادرةٌ على وصفها، التفتُ يمنةً وشمالاً ونقبتُ في الأساطيرُ من أول الزمانِ عن كيفَ يفهمُ الجمالُ ويخلدُ في معاني...
فجاءتْ أمي بصدى صوتها الحاني تجيبُ بأبلغِ مقالِ

عن نظرةٍ ثاقبةٍ من طفلةٍ نشأتْ على أنّ للنّظراتِ معانٍ تتّسعُ حينًا وحينًا تضيقُ، عن نظرةٍ منها، ربّما لحاجةٍ في عمقِ صدري وربّما عفوًا دون أي مسعى...

ومن كأمي فيضٌ لمغفرةٍ من المعطاءِ ربي ذو الجلالِ
تبتسمُ فَتبسمُ فتغرقُ الحزنَ بلا أسفٍ...أسيفةُ القلبِ والمهجةُ ريحانٌ وجنةُ ربي تشهدُ...

ونظرةٌ ساقتْ لي ألفَ ألفَ قولٍ بليغٍ مجملٍ متجملٍ بعطفها،

فكمْ مرّةً نظرتْ إليّ وفي ملءِ لمحاتها شيئًا يُقالُ...
فتفصحُ كصديقةٍ، ناصحةٍ، غاضبةً، ناهيةً، آمرةً بجمها من تجاربِ الحياةِ...

وتعودُ أمي للتلميحِ بلا أقوالٍ...
كطبخها مما لذّ من صنوفِ الطعامِ كالكسكسِ وشخشوخةِ الأفراحِ...

وصوتها الحنون المرتبِكِ وقسماتِ وجهها المتفائلِ بغمازةِ الافتتنانِ...

وتعودُ أمي لجلبابِ الصلاةِ وسجادةِ الدعواتِ...
لدعوتها الخفيّةِ لنا، وتضرّعاتها كلّ ليلةٍ...
أحاديثها الأنيسةُ المؤنسةُ المتأسسةُ بالنصحِ القويمِ،
وقبلتها الخالصةِ بالأمانِ...

أُمّي عالمي الخاصُ وخصوصيتي، وحدودِي التي لا يجرؤ أحد على تعدّيها، متى ما شرّعتْ أبوابهَا لي، دخلتُ بلا وجلٍ...

لا أعرفُ هل أحدثكمُ عن الحبِّ أم أحدِّثكمُ عن
❤
أُمّي
❤


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ///
✍️

🇩🇿
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق