...............
سلوى بنموسى
................
إمرأة من زجاج
ترى العالم الخارجي في ضوضاء وفوضى ....
تتعجب ماذا وقع يا ترى ؟؟؟
كانت الحياة بسيطة ورتيبة .
الكل كان يعمل بتفان وإخلاص .
لا يطلب العاملون المزيد من الأجور والرزق ؟؟!
إلا من الله عز علاه
من نافدتها تنظر إلى خلق الله ؛ ليس نظرة احتقارية ودنيوية لسمح الله ؛ وإنما تكتسي مسحة حزن وأسى على حياتهم
إذ يدفنون إنسانيتهم قي سرعة برقية يتناسون معها أرواحهم وحريتهم وآدميتهم ونوع ما من التسلية في دنياهم !!؟
لكي تعود لحياتهم معنى ....
فما أكثر أهدافهم .......
وما أعجب طرق تفنيدهم لمعتقداتهم وتطلعاتهم ؟!
تزيل ناظريها من تلكم المشاهد الآدمية التي تبغي العمل بسرعة والربح بسرعة ايضا أيضا
هم في سباق مع الريح إذا ؟؟؟
أفلا يهدأون ويستكينون ؟؟؟
طبعا لجني لقمة العيش ؛ لزم العمل الدؤوب المقرون بالاخلاص وبالروية وبالحب والتفاني ؟؟؟
إلا أنهم يسعون إليه مجبورين ومحطمين وساخطين ومولولين !!!؟
لماذا كل هذا الشعور المخيف يا رب العالمين ؟؟
رحم الله عبدا أتقن عمله .
ولنعد للمرأة الزجاجية وما أدراها وكيف حالها !!؟
إنها تعيش في ضيق وجحيم
نفسيتها محطمة قابلة للانفجار كقنبلة نووية
تتأثر بكل شيئ وتبكي بكاء مريرا. لأنها لا تملك إلا الدموع .
تريد أن ينعدل حالها !!
أن تفرح روحها .
ان تعيش في رضا وقناعة وسعادة ونقاء وصفاء
ولكن شتان بين تطلعاتها وأحلامها وبين واقعها ؟؟
الكل يريد النيل منها - الا من رحم ربي-
ومن كرامتها ومن إصرارها لمواكبة تقلبات عصرها !؟
من عولمة وعلم ونبوغ وإدراك .....
كم من مرة مرآتها تسقط ؟؟؟
وتطفو فوف سطح الماء مستنجدة وصارخة ومستعطفة
من يمد لها يا ترى يد العون للعبد الضعيف ؟؟
من يفرحها بكلمة طيبة ؟
من يثنو على عملها ويجبر بخاطرها ؟؟
من يشفق على حالها ويعذر غباءها وقلة حيلتها ونقص تجربتها .
كانت مطمئنة وسط أسرتها وحين أزالت خوفها وتعثراتها ونوت أن تواكب مجريات العالم الخارجي
بدى لها أول ذي بدء رحيما كالحمامة سالما
وقويا كقوتها وعنفوانها .
ولكن ما ان اقتربت رويدا رويدا حتى تلاشت الأحلام والمتمنيات العظام .....
اذ صفعت وحطت من كرامتها ؛ ومن إنسانيتها وبدأت تهذي وتتألم كطير جريح .
وتهافتت عليها سكاكين العنف والموت من كل جهة وصوب .
خافت المسكينة ورجعت للوراء تتمسك بثيابها رعبا !!! وتستنجد بربها إيمانا واحتسابا منه .
لأنه لن يدعها تسقط ؛ شهيدة معتقداتها وطموحاتها وتطلعاتها ......
ولكن كيف للزجاج ان يضحى حديدا ؟!
وكيف للدمعة أن تتحول لبسمتي فرح وسعادة !!؟؟؟
تخرج من أركان الروح !!!!
هلعت لمرآتها تنظف حزنها وتمتح حزنها !!!
وتتوكلت من جديد على صاحب الملك
الله سبحانه وتعالى ومن دونه انسي ولا جني ....
ستواصل الحياة بكل أوجاعها ؛ اذ لن تصير زجاجية بعد اليوم
بل ستصبح إمرأة من حديد !!؟؟؟
تساعد تفيد وتستفيد ؛ تنبغ وتسقط وتقف من جديد
" يوم لك ويوم عليك "
ستتابع المسير إلى نهاية الدرب اليسير
وستعانق قدرها بخيره وبشره
ولله العوض ومنه العوض
والحمد لله والشكر لله على كل حال
د.السفيرة : سلوى بنموسى
المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق