الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

 .................

 د .محمد الزركاني

..............




@@ الصمت لغة العظماء @@
بقلمي العقيد الإعلامي د .محمد الزركاني
سفير الإعلام العربي في العراق
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛؛،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
( نصمت احيانا لأن الكلام لم يغير شيء )
••••••••••••••••••
قال الله في كتابه الكريم بسم الله الرحمن الرحيم (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون )صدق الله العظيم
وقال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خير او ليصمت )صدق رسول الله

يمر الانسان في بعض الاحيان بحالات كثيره تتطلب منه ان يعبر عما بداخله ..بعضهم بعصبيه وصراخ تؤدي به الى كثير من المشاكل والبعض الاخر يتبع هذه الطريقه (وهي طريقه الصمت) و يتمعن النظر من حوله ويجد انه لايوجد طريقه تخلصه من حالات الانفعال التي يمر بها جراء حاله معينه الا الصمت...لان الصمت دواء للغضب اذا علينا ان نعرف جيدآ بأن اول العلم الصمت والثاني حسن الاستماع والثالث حفظه والرابع العمل به والخامس نشره اذا في اغلب الاحيان علينا لزووم الصمت ليسمعنا الاخرون كي نستطيع ان نزن كلامنا قبل ان ننطق به ...ويشعر الانسان في بعض الاحيان بأن الصمت قد اخذ منه حقه ويندم على انه لم ينفعل ويرد ويتهجم... وهذا غير صحيح فالندم على السكوت خيرا من الندم على قول غير صحيح يؤدي بنا الى الوقوع في اخطاء لاعقبا لها... وعلى الانسان ان يعرف بأن الصمت هوه العلم الاصعب في عالم الكلام ويصعب احيانآ تفسيره.. وهوه افضل جواب لبعض الاسئله وقيل قديما ان الصمت اجابه رائعه لايتقنها الاخرون ....حيث قال لقمان لولده (يابني اذا افتخر الناس بحسن كلامهم فأفتخر انت بحسن صمتك)
وهنا سؤال يطرح نفسه هل يجوز ان يطول الصمت وهل يتم اتخاذ الصمت وسيله في ضل جميع الامور المتعلقه وهل وهل ............الاخ
فالجواب هو كلا لان الكلام مطلوب في اغلب الاحيان ولكن الكلام الذي يكون بمستوى الحاله ولايتعداها ولايفقد الانسان صوابه عند الكلام لانه سوف يخسر ما يروم الحصول عليه من خلال تلفظه بكلمات غير لائقه ولايكون لها اي صله بالموضوع الذي تم التحدث فيه وهنا نعود الى نقطه البدايه ونقول ان الصمت افضل من ان يتحدث الانسان بكلمات غير صحيحه وتفقده حقه ويخسر تأييد الناس له حيث قال سيدنا الامام علي (ع)ان الصمت باب من ابوب الحكمه ويقول ايضآ بكثرة الصمت تكون الهيبه
وهناك ثلاثة أنواع من الصمت
الاول هو صمت التفكير والحكمه
والثاني هو صمت السكوت عن الامر بالمعروب والنهي عن المنكر
والثالث الصمت الذي يكشف عن خلل نفسي كالخجل الزائد
اذا النوع الاول من الصمت هو المطلوب لانه يهدف الى الحكمه والحق
والثاني والثالث مرفوضات لأن الثاني سكوت عن الحق والثالث يعتبر مرض نفسي لابد من علاجه اذا فأن صمت الحكمه تتطلب من الانسان ان يتكلم في موقع الكلام وأن يسكت في موقع السكوت لأان ان يكون ثرثارآ يتدفق الكلام من على لسانه كما يتدفق الماء في انابيب المضخات.فما وراء الثرثره الا الوقوع في الاخطاء والمزالق وضعف الشخصيه وهنا وصلنا الى ان الصمت ماهو الاتوليفه لغويه باطنيه تعتري نفسيه الانسان بمعنى ان يبقى الصوت في داخله وعدم خروج الابمكانه وزمانه الصحيح.... والله سبحانه وتعالى اعتبر الصمت والسكوت ايه للفرج من الشده وللحصول الى رحمة الله الواسعه وعطاياه الكثيره فعندما دعاء النبي زكريا (ع) من الله سبحان وتعالى لطلب الولد في قوله تعالى من سورة مريم(ربي اني وهن العظيم مني واشتعل الرأس شيبا ولم اكن بدعائك رب شقيآ) فقد امره الله التزام الصمت والاكتفاء بالايماء لتكون له آية وعلامه لقضاء حاجته حيث قال تعالى بسورة مريم (قال رب اجعل لي آيه قال ايتك الاتكلم الناس ثلاث ليالي سويا)
وكذلك السيدة مريم.. امرها الله التزام الصمت حتى يكون لها سلاحآ ذا حدين بقوله تعالى بسورة مريم (فكلي واشربي وقري عينا فاما ترين من البشر احدآ فقولي اني نذرت للرحمن صومآ فلن اكلم اليوم انسيا) ....اذا هناك الكثير من الفوائد والتي لاتحصى في صمت الانسان للتغلب على الكثير في المشاكل الحياتيه والنفسيه ولبيان جمالية هذه اللغه لتكون للانسان هيبه وشخصيه قويه عند اتخاذه الصمت في الامور التي تتطلب ذالك.. لانها بلاغه واجابه بارعه لمن يحاول ان يؤذي المقابل بلسانه فضلآ انه يحفظ اللسان من الوقوع بمصيده الغيبه والكذب والنميمه وكما قال سيدنا الامام عليه(عليه السلام )ان كان في الكلام بلاغه ففي الصمت سلامه من العثار
كذلك علينا أن نعرف الفرق بين (الصمت)و(السكوت) وهذا الأمر في غاية الأهمية
لأن السكوت هو إمساك عن الكلام حقا كان أو باطلأ
واما الصمت فهو إمساك عن قول الباطل دون الحق ..وهو أبلغ من السكوت لأنه قد يستعمل فيما لاقوته له للنطق ..وفيما له قوة النطق
فلو كان الكلام من فضه فالسكوت من ذهب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق