الجمعة، 1 مايو 2020

...................
د/نبيل العريقي
................




أد/نبيل العريقي
 تقديم :
::::::::::::::::::: يستوجب على الاديب ربط المجتمع بالدين ذلك التلازم الوثيق في مسارهما ، لان المجتمع هو الارض الخصبة التي تزرع فيها الافكار والمعتقدات بمختلف اشكالها والتى يعد الدين أعلى قممها على الاطلاق ، وبناء على هذا التلازم والترتيب المنطقي بين الجسم هو المجتمع وروحه التي هي الدين •
ولعل ما ذكرنا هو الذي اجاز لنا دمج الشعر الاجتماعي بالديني •

■ الشعر الاجتماعي :
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ان كلمة مجتمع (( تطلق على مجموعة من الافراد يعيشون في بيئة جغرافية وطبيعة معينة ومحدودة بمعالم واضحة مرتبطين برباط اجتماعي وثقافي يحيطهم بالخصوصية ويطبعهم بطابع خاص بهم ، يكتسبون لغة وثقافة مشتركة ، ليتوافر فيهم شعور مطلق وحقيقي بالانتماء لمجتمعهم(1) •

وحينما نتحدث عن الأدب وعلاقته بالمجتمع •• نقول بكل ثقة انه ظاهرة اجتماعية ، وسندنا في ذلك أن اللغة التي هي وسيلة في اداء رسالته الانسانية •
فيكون الابداع الادبي ظاهرة اجتماعية ايضا ، فضلا عن انه معرفة ، والمعارف كما هو ثابت لا تظهر الا في احضان المجتمع •
اذا فالشعر الذي هو احد أجناس الادب (( نشاط اجتماعي بالدرجة الأولى - والشاعر بشر يعيش
يؤثر ويتأثر بالمجتمع ، ومن قم ان ضروف نشأة القصيدة ضروف اجتماعية، تحمل الخبرة السابقة وتبعث خبرة جديدة )) (2) •

ومن هنا كانت افكار الشاعر وآراؤه منتمية بطبيعتها انتما صميما الى الجماعة التي يعيش
فيها ونابعة من البيئة التي تشرب عاداتها وتقاليدها • ومن ثم فإنه لا يمتلك الا ان يتبع هذه العادات والتقاليد ولا يحيد عنها ولا يخرج عليها •

وعندما يتغنى الشعر متغزلا بالمرأة يكون ايضا في صميم الارتباط بالمجتمع ، وذلك لان المرأة تمثل مع الرجل وجهين لعملة واحدة هي المجتمع • وهذا باعتقادي ما يفسر غزارة الشعر المرتبط بها في كل العصور الادبية المتعاقبة؟
(( إنه الارتباط الوثيق والتأثير والتأثر بين الادب والمجتمع ))
ونظرا لاهمية الموضوع وطبيعته الساحرة التى حركت القدرة الابداعية عند الشعراء اسمحوا لي ان اتحدث عن هذا المضمون من الشعر •
وعليه يجدر بنا ان نبداء بالشعر والمرأة قبل الانتقال إلى الصور الشعرية انطلاقا من اهمية المرأة ومكانتها الاجتماعية هذه المكانة التي افضت الى وفرة الشعر الذي قيل فيها •
● الشعر والحب :
::::::::::::::::::::::::::::: أحكمت حياة البشر ومستلزماتها بثنائيات متعددة لعل ابرزها ثنائية (( الرجل -- والمرأة )) اللذين يكمل احداهما الاخر في بناء المجتمع كل حسب دوره • ومن اجل ذلك -- زود الخالق سبحانه -- هذه الثنائية باستعداد فطري يضمن اقامة علاقة روحية اعتبارية خاصة •• اعمق من الشهوانية الحيوانية •• فكانت المراة بذلك تمثل رمز الدفء والحنان الذي لا ينضب ، ولغة الحب الذي بدونه تكون الحياة اشبه بطعام بدون
ملح •

الامر الذي جعلها تحتل منزلة عالية ومكانا مرموقا في المجتمع ، وأصبحت عمادا مهما بدونه لا تورق شجرة الحياة ، ولا تثمر مما أدى الى حضورها القوي المتميز في القصيدة العربية منذ اقدم العصور •
نعم انها المرأة صاحبة القدرة العجيبة على اثارة العواطف والاحاسيس الموحية بالشعر الملهمة للشعراء في كل المناسبات التي منحتها الطبيعة الصامتة معاني الحياة الجميلة العذبة فاصبحت اغنية شجية اللحن تتردد على افواه كل الشعراء •
🔷🔷🔷🔷🔷🔷🔷

🔵اكتفي بهذا القدر يومنا هذا على امل اللقاء بكم غدا لنكمل الحديث عن موضوع 🔸 الشعر الاجتماعي 🔸الشعر والحب قبل ان ننتقل الى موضوع🔸الشعر والطبيعة
🌷 اخيرا انتظرونا بشوق المتلقي والقارئ الباحث وبالله التوفيق للجميع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق