................
علي تيتي
...........
ياسمين
------
لم أعي ان الحياة سباق مع الزمن، وان لسقسقة ألعصافير فرح وحزن، والدي عبد الستار صاحب متجر للادوات الكهربائية ميسور الحال.
يخرج باكرا ويعود عند المغيب نتراكض نحوه نتسابق بتقبيل يديه نستقبله استقبال الملوك ،اربعة بنات وثلاثة اولاد نحضر له ارجيلته الشامية ليتلذذ بعد تناول العشاء.
حتى يداهمه النعاس ويغط في نوم عميق، روتين الحياة حتى كبرنا وكبر معنا وقارا،تزوجنا وفرح بنا وكذلك ماما امينه التي لم تبخل علينا بشيء.في اوائل ربيع اذار صراخ يعم المكان تتراكض الجيران نحو بيت بابا، الله يا ساتر..يا الله ماذا حدث؟ ماذا حصل؟ اهرول دون وعي، رحمها الله !!
امينة..امينة زينة الحارة
ماتت..ماتت احترق صمام قلبي ،يا رب لا..لا اصدق!!
نحن الفقراء لك يا رب..ليه؟ تريثت حتى يعود صوابي..بصري..بصيرتي
صداع شديد لا يحتمله قلب ام تفقد امها.
اخ..شريط امسي لا يموت!! بل ماتت خلايا دماغي وانا على هذا الحال.
اتفحص بابا انظر اليه ليس عبد الستار الذي عهدناه!! أتخيله عصفور فقد احد جناحيه دون سقسقة.
كنت انا كبيرة اخواني واخواتي متزوجة ولي عائلة وكذلك اخواني واخواتي، بابا وردة يذبل لا ياخذ حقه بالحياة بحاجة الى دفىء يأويه وحنان يحضنه ، هي سنة الحياة.
لسبب ما تتخبط افكاري هل ستسعده كما ماما امينه؟
أم ستبدأ معركتها للالتفاف على الارث والميراث؟ وحرمان الابناء من حنان ابيهم،لا ادري ..لا اعرف الرد او حتى طرح الاسئلة التي تستعصيني،الا ان كانت المفاجئة ان تطلب من ابني المراهق مضاجعتها!!
وان اكون امة لقريبها، وانفجرت تلك القنبله الزمنية تطايرت اشلاء ترابطنا الاسري ما بين الاب والابناء.
عذاب..
اعيش في الظلمة والازقة في الطرقات بعد ان قصف بيتنا بالاحداث، دون ماء او غذاء ننتظر عطف الافعال نندفع ونخرج عندما نرى النور في العراء لا حنان الابوة ولا رحمة الزوج الفقير البخيل بخيل لابنائه وزوجته سطوته حرماننا الخروج حتى اصبحنا نشتهي الفواكه ولا نعرف طعم اللحم والشواء!! تستمر عذاب في رحلتها
وذكرى ياسمين العروسة والعريس وبناء الخشة حلم ياسمين مع اترابها تبدد بذكريات الماضي
عذاب..سعيد في الجبهة خليل خلا البيت وهاجر
امل وسراج تنتظران الرحمة والحنان بالسرقة
من خطيبيهما..
عذاب..تتالم تنتظر القادم
اهو المجهول؟ عظامها هشة كعظم الدوري تدفعها لكمات تشع وتتوهج في نخاع عظمها كصعقة برق، عذاب ..احقن نفسي سموم الهدوء والانضباط،
ارفع راسي اناجي نفسي
ارى حولي الذئاب، خارج السيطرة اقهقه اسخر من نفسي متى سنكون بشرا ويكون اللقاء؟
بقلم: الاعلامي علي تيتي فلسطين ٢-٥-٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق