السبت، 2 نوفمبر 2019

.............
سلوى بنموسى
..............


- خاطرة مسائية -
تمشي مطاطاة الرأس ؛ شاردة الأفق ؛ متعثرة في مشيتها
هائمة في ملكوت الله !!
إنها تتنفس ! فهل هي حية ترزق ؟
أم تمشي مشية الامواث !؟
لا تلوي على شيئ ...
تستعيد خريطة حياتها من الألف الى الياء ...
تبتسم إبتسامة خافتة ؛ بوجه شاحب إلى درجة المرض ...
نعم لقد حضيت بأوقات جميلة في حياتها
يوم كان يرسل لها بعلها المستقبلي ؛ رسائل كثيرة في كل أسبوع ! يبثها فيه تيثمه بحبها ؛ إخلاصه لها ؛ وبأنه لا ينام ان لم تجب على ردوده !!
تتذكر وتبتسم خلسة من أنظار الفضوليين .
واليوم الذي ارتبطت به كزوج صالح ؛ كتبت ذكراه في يوميتها ....
ودفنته في بئر صدرها الحنون ؛ مع أشياء بسيطة كالاحتفاظ
بوردة حمراء ذابلة ؛ بشريط كان يحوي قالب الحلوى !
بخاتم فضي كانت تتطاير به فرحا في السماء
وتتراقص قائلة : اهداني صديقي خاثما خاثما جميلا ...ههه
وتعود بها الذاكرة فلاش باك إلى لحظات إنجابها لفلدات اكبادها ...
كان يخيل إليها ؛ انها أضحت ملكة !
في ربوع بيتها المتواضع وفي مملكتها الخاصة ؛ تحتوي بعلها وصغارها .....
كبر الأولاد وكل أختار طريقه ! انها سنة الحياة .....
موفقين باذن الباري تعالى .
موفقين يا حتة مني يا أنا ...
والآن أضحت عجوزا شمطاء !!
ذبل الجمال وارتعشت الأيدي ؛ واسودت الوجوه والعيون بالتجاعيد والهالات السوداء .....
تتسائل هل هي سعيدة ؟؟ تجيب كينونتها : لا وألف لا ...
هناك شيئ ضائع وناقص في حياتها ماهو يا ترى !؟؟
الكمال لله وحده ...
أتراه الملل والحياة الروتينية ؟
الضجر وسؤم !؟
كل ماكان يشكل فخرها وفرحتها !
بهت بريقه واضحت لا تعيره أذنى اعتبار ..
لم رؤيانا تختلف كل ماعمر الانسان في وجه البسيطة ؟؟
لم اشياءنا الحميمية والجليلة ؛ أصبحت بدون لمعان ولا جمالية ! ؟
تتساءل : لم كنا نتهافث على مواضيع واشياء !! ونجعل لها الخصوصية وكامل التقدير ؟
لم كنا نعبد المادة ونتفاخر بها أمام خلق الله ..؟؟
أسئلة كثيرة تدنو من مشارفها ؛ تحاول حلها قدر المستطاع ...
تصل إلى بيتها منهكة بالسير والتفكير العقيم !
تسائل نفسها : هل جننت ؟
تجيبها كينونتها وروحها الطيبتين : لا وألف لا
العقل يتفرق بكم ولكم ... تحمد الله تعالى .
تنظر الى المرآة ؛ وتبتسم !!
وترجع حليمة الى عادتها القديمة
مخلصة خدومة مسالمة عطوفة .
تدنو من ربها في صلاتها وسيل من الدموع تتدفق على محياها .
انه يا حضرات فرحة المؤمن بلقاء ربه !
والابحار به في ملكوت الله .
ولسوف يعطيك ربك فترضى . صدق الله العظيم .
تتساءل إن وفقت في مهمتها ؟!
اتجاه بعلها وأولادها وناسها !
تجيبها روحها : أي نعم الى حد ما ...
تطوي ليلها وتأخد وسادتها وتذخل في سبات عميق
تصحو به على وقع زقزقة العصافير .
والفجر يهلل : الصلاة أحسن من النوم ..
الصلاة أحسن من النوم ...
تصلي لربها خاشعة ؛ متبصرة شاكرة حامدة .
ودموع الفرح تغسل بها وجهها الطاهر الملائكي .
الاديبة سلوى بنموسى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق