الثلاثاء، 1 أكتوبر 2019

........... مبارك البحري........


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏لقطة قريبة‏‏‏



الاِعْتِرَافُ بِالْجَمِيْلِ
تَكَلَّمَ شَيْخٌ بِفَصَاحَةٍ تَشَدُّ الْاِنْتِبَاهَ عَنِ الاِعْتِرَافِ بِالْجَمِيْلِ فِي مَجْلِسِ عِبْرٍ، وَسَرَّ بِهَا كَاتِبٌ مَعْرُوْفٌ بِكَرَمِهِ وَنَفَحَاتِهِ حَتَّى يَسُرَّ بِأَنْ يُقَصِّدَ وَيُنَمِّقَ كِتَابَةَ هَذَا الْمَوْضُوْعِ بِعَطِيَّةٍ قَدَّمَهَا رَجْلٌ إِلَى رَجْلٍ
وَكَانَ ذَاكَ الْكَاتِبُ حَسَنَ الْقَرِيْحَةِ بِمَا لَهُ مِنَ الْقَرِيْحَةِ الْجَيِّدَةِ، وَبِمَا بَدَأَ كِتَابَةَ هَذَا الْمَوْضُوْعِ حَمْدًا لِمَنْ لَهُ الْقُلُوْبُ مُفْضِيَةٌ وَالسِّرُ عِنْدَهُ عَلاَنِيَّةٌ وَالْغَيْبُ لَدَيْهِ مَكْشُوْفٌ وَكُلُّ أَحَدٍ إِلَيْهِ مَلْهُوْفٌ وَعَنَتِ الْوُجُوْهُ لِنُوْرِ وَجْهِهِ وَعَجَزَتِ الْعُقُوْلُ عَنْ إِدْرَاكِ كُنْهِهِ وَدَلَّتِ الْفِطرُ وَالْأَدِلَّةُ كُلّهَا عَلَى امْتِنَاعِ مِثْلِهِ وَشِبْهِهِ
وَصَلاَةً وَسَلاَمًا عَلَى مَنْ تَبَخَّرَ وَصَعِدَ مَاءُ غُسْلِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَبَنَى الْمَسَاجِدَ بِكُلِّ قَطْرَةٍ مِنْهُ أَيْ اعْتِبَارُ مَا كَانَ وَسَوْفَ مَا يَكُوْنُ سَيِّدنَا مُحَمَّدٍ ﷺ
قَدَّمَ رَجْلٌ عَطِيَّةً إِلَى رَجْلٍ، وَقَبلَهَا وَلَمْ يَشْكُرْ عَلَيْهَا، فَمَلَأَ مِنْهُ هَذَا الشَّأْن، وَقَدَّمَهَا إِلَيْهِ كَرِسَالَةِ تَقْدِيْمِ هَارُوْنَ الرَّشِيْدِ السَّاعَة الْمَائِيَّة إِلَى ملْكِ الْفَرَنْجَةِ، يَنْسَ فَلَنْ يَنْسَى الْملكُ الاِعْرَابَ عَنِ الشَّكْرِ لِهَارُوْنَ الرَّشِيْدِ وَلاَغَرْوَ إِذْ عَرَفَ أَنَّ الْاِعْتِرَافَ بِالْجَمِيْلِ جَمِيْلٌ وَأَنَّ كُلَّ عَمَلٍ صَالِحٍ يَجِبُ أَنْ يقَابلَ بِالشُّكْرِ
وَاعْلَمْ أَنَّ الْاِعْتِرَافَ بِالْجَمِيْلِ خُلْقٌ جَمِيْلٌ وَلَوْنٌ مِنْ أَلْوَانِ الْوَفَاءِ وَسَجِيَّةٌ مِنْ سَجَايَا الْأَبْرَازِ الصَّفَاءِ، وَمَنِ اتَّصَفَ بِهِ يَعْلُوْ وَيَحْلُوْ بِحُظْوَةٍ عَنْدَ الْمُجْتَمَعِ، وَيَرْتَفِعُ ذِكْرَهُ بَيْنَهُمْ لِأَنَّهُ يُعْرِبُ عَنِ الشُّكْرِ لِمَنْ أَسْدَى إِلَيْهِ
فيا عجبا لمن أَرَى مِنَ الْإِنْسَانِ مَنْ لَمْ يُعْرِبْ عَنِ الشُّكْرِ لِمَنْ أَسْدَى إِلَيْهِ بَعْدَما قَدْ حَثَّنَا الْإِسْلاَمُ عَلِيْهِ وَوَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ لِمَنْ تَخَلَّقَ وَتَقَيَّفَ بِهِ حَيْثُ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى (وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِيْنَ)
وَاشْكُرْ بِمَا تَبْقَى مِنْ أَنْصِبَاءِ الشُّكْرِ وَالتَّقْدِيْرِ لِمَنْ صَنَعَ الْخَيْرَ لَكَ أَو اسَمِّتْ إِلَيْهِ وَلاَ عَلِيْهِ، وَآهٍ لِرَجْلٍ يَبْذُلُ قُصَارَى جُهْدِهِ فِي صُنْعِ الْخَيْرِ لِرَجْلٍ فَنَكِرَ جَمِيْلَ كَرِيْمِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يحَرّكْ جَأْشَهُ فِي مَدِيْحِ مَنْ يَوَدُّ أَنْ يَشْتَرِيَ العِزَّ لَهُ باِلْمَالِ وَالْقُوَّةِ وَاهًا لِمَ نَسِيَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ
وَقَدْ عَلَّمَنَا وَأَدَّبَنَا الرَّسُوْلُ بِمَا نَقُوْلُ لِمَنْ صَنَعَ الْخَيْرَ لَنَا حَيْثُ قَالَ (مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوْهُ بِمِثْلِهِ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُوْنَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوْهُ)
وَالاِعْرَابُ عَنِ الشُّكْرِ لِمَنْ صَنَعَ الْخَيْرَ لَكَ وَاجِبٌ لِأَنَّ الشُّكْرَ عَلَى الْمَعْرُوْفِ عَمَلٌ طَيِّبٌ وَفِعْلٌ مَحْمُوْدٌ وَنُكْرَانُ الْمَعْرُوْفِ وَكِتْمَانُهُ كُنُوْدٌ وَجُحُوْدٌ لِحَدِيْثِ رَسُوْلِ اللَّهِ ﷺ ( مَنْ أُعْطِيَ عَطَاءً فَوَجَدَ فَلْيَجْزِ بِهِ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ فَإِنَّ مَنْ أَثْنَى فَقَدْ شَكَرَ وَمَنْ كَتَمَ فَقَدْ كَفَرَ وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطَ كَانَ كلابس ثَوْبِي زوْرٍ )
وَلاَ تنْكِرْ يَا أَخِي جَمِيْلَ كَرِيْمِ مَنْ صَنَعَ الْخَيْرَ لَكَ وَقَابِلْهُ بِالْجَمِيْلِ لِأَنَّ الاِعْتِرَافَ بِالْجَمِيْلِ جَمِيْلٌ، وَمَنِ اعْتَرَفَ بِهِ أجمل
🖌️ مبارك البحري



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق