ديوان أكاليل الإلكتروني لسفراء القلم

..........

محمد محجوبي
الجزائر

...........

ما بعد الخمسين ..
...
الرحلة ملهمة تبعثر أوراق الفصول
على الأقاصي . ديار حسمت مشاهد أطلال . طوت صفحاتها بدون أن تستأذن زمنها المستأسد . بدون هالة ضوء
تركت للبراعم النائمة سمفونية عابرة للغيم تراوح أمكنتها
حتى الأمكنة نسيت أسماءها من فرط السهاد
...
هي السنين تتلاحق منكمشة في حجب الذكريات
ما قبل الخمسين
كانت ملاحم للشد
مضامير ركض . أبواب من زخرف أحلام . موانع اطراب . خرقات يافطات . وهتافات جفاف . وكثير شحن في شهيق فصول .
قدماء حروب ميتة . سقطوا
يدخنون خيباتهم . يتخافتون على قرب غبار جبلي .
ما قبل الخمسين
كانت حدائق شعر تثمر ورود دواوين . تؤرخ هوس المتحابين. تلوع شعور فراشات .
مخمليات حرية تفضي نبيذها لأغصان المدى الأخضر
وكان معها الربيع يتأبط نخيلا ويزغرد ماء . يكتب رسائل المساء الشهي على مأدبة النجوم .
ما قبل الخمسين
انتعشت جغرافيا التناقض مدنها المغدورة . فانتحرت أنهار بفعل تناحر الفصول . وبفعل فاعل . تسوس شجر ورحلت صقور
...
هي توابل الكلمات في زفاف مؤجل
نلون متاهة الرمل . ما بعد الخمسين . ساعات للتوق الملبد .
لكي نستعيد التنفس من حشرجات الظلال
ما بعد الخمسين
تضحك المرايا ممن يخوض في جدل السحنات

لكنها قصيدة وحيدة تكفي
لمواساة غربة الليل يحضن بعض الزهرات
يشرح لها طلاسم الكلمات