السبت، 26 مارس 2022

 .......................

مدحت رحال ،،،

....................



صدفة تصنع خليفة
_______________
مؤسس الدولة المروانية
مروان بن الحكم ،
يلتقي نسبه بنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم في / عبد مناف بن قصي ،
لم يكن مروان بن الحكم عندما خرج من المدينة طريدا بعد وفاة / يزيد بن معاوية يعلم أنه على موعد مع الخلافة ، وانه سيقيم الدولة المروانية على أنقاض الدولة السفيانية ، وكلاهما أموي ،
نستطيع أن نحدد شخصية وسيرة مروان بن الحكم في المحاور التالية :
_ حياته في خلافة عثمان ومعاوية :
تذكر المصادر ان مروان بن الحكم كان فقيها في الدين قارئا لكتاب الله ،
وكان سيدا من سادات قريش وفضلائها ،
ويوم الدار قاتل عن عثمان قتالا شديدا ،
وقد عمل كاتبا لعثمان بن عفان ،
وقد ولاه معاوية على المدينة اكثر من مرة وعزله ،
تذكر الروايات أن مروان كان من أسباب الفتنة وحصار عثمان ، إذ ينسبون إليه أنه زور كنابا باسم عثمان بن عفان لوالي مصر بقتل الوفد المصري الذي وفد على عثمان ،
_ موقفه بعد موت يزيد بن معاوية ،
اضطرب امر بني امية بعد موت معاوية بن يزيد ،
( وقد نشرت مقالا بشأنه تحت عنوان / الخليفة المجهول )
مما جعل / عبد الله بن الزبير يعلن نفسه خليفة في مكة ، ودانت له مصر والعراق والحجاز ،
حتى الشام نفسها انقسمت إلى فريقين ،
فريق مال لابن الزبير وهم القيسيون بزعامة الضحاك بن قيس الفهري ،
وفريق آخر ظل على ولائه لبني أمية وهم اليمانية بزعامة حسان بن مالك الكلبي ،
وجد مروان أن الإنقسامات على اشدها في الشام مما جعله يفكر بالعودة إلى الحجاز ومبايعة ابن الزبير ،
_ الصدفة بتدبير الاقدار تصنع خليفة
هنا روايتان :
* إحداهما تقول بأن مروان غادر إلى الحجاز ليبايع ابن الزبير ،
وفي الطريق إلى الحجاز التقى بعبيد الله بن زياد قادما من العراق إلى الشام فارا من جند ابن الزبير الذي دانت له العراق .
استحث ابن زياد مروان على العودة إلى دمشق والمناداة بنفسه خليفة ، فهو شيخ الامويين سنا ومقاما ،
فقفل راجعا إلى دمشق ، ونادى بنفسه خليفة ،
* ورواية الأخرى تقول بأن امراء الاقاليم التابعين لبني امية وفدوا إلى دمشق فارين من جند ابن الزبير وفيهم عبيد الله بن زياد قبل ان يغادر مروان إلى الحجاز لمبايعة ابن الزبير
وشجعوا مروان على المناداة بنفسه خليفة ،
وسواء كانت هذه الرواية او تلك ،
فقد حرك ذلك في نفس مروان أطماع الخلافة ،
فنادى بنفسه خليفة ،
هكذا تفعل الاقدار ،
لو لم يلتق مروان بابن زياد في طريقه إلى الحجاز حسب الرواية الاولى ،
او لو انه خرج إلى الحجاز قبل وصول أمراء الاقاليم التابعين لبني امية حسب الرواية الثانية ، لتغير وجه التاريخ ،
صدفة ،
ولكنها صدفة تصنعها الأقدار بتدبير من بيده الأقدار
_ مروان الخليفة ،
* قضى مروان بن الحكم على ثورة الضحاك بن قيس المناصر لابن الزبير في معركة / مرج راهط بدمشق ،
* حسم امر الخلاف بين بني أمية أنفسهم ،
فقد كان فريق منهم يؤيد مروان ،
وفريق يميل لبيعة / خالد بن يزيد
ثم اتفقوا على أن يكون الأمر لمروان ومن بعده لخالد بن يزيد ،
* بعد ان استتب الامر لمروان في الشام ،
توجه إلى مصر واستطاع أن يضمها إليه وولى عليها ابنه عبد العزيز بن مروان ، والد الخليفة / عمر بن عبد العزيز ، وقويت بذلك شوكته ،
* فشل مروان في القضاء على ابن الزبير ، فقد هُزِم جيشه امام قوات ابن الزبير ،
* ارسل مروان عبيد الله بن زياد إلى العراق ،
وفي الطريق علم ابن زياد بوفاة مروان وتولية ابنه عبد الملك ،
وبدأت مرحلة جديدة من الصراع بين المروانيين والزبيريين انتهت بمقتل ابن الزبير وصلبه على يدي الحجاج بن يوسف الثقفي ،
_ ولاية العهد لعبد الملك بن مروان ،
قرر مروان بن الحكم أن يجعل الخلافة لابنه عبد الملك بدلا من خالد بن يزيد حسبما تم الإتفاق عليه ،
وليحط من قدر خالد بن يزيد اجتماعيا ونفسيا فقد تزوج من أم خالد ارملة يزيد بن معاوية ،
وكان دائم التحقير له ، يكثر من سبه ويعيره بأمه ،
استطاع مروان في انقلاب أبيض أن ينقل ولاية العهد لابنه عبد الملك ،
وبذلك انتقل الحكم من البيت السفياني إلى البيت المرواني ،
وقد استثار ذلك حفيظة أم خالد فنقمت عليه وتحينت الفرصة للإنتقام منه ،
واختلف في موته ،
فمن قائل انها دست له السم
ومن قائل بأنها أغرت جواريها فقتلنه خنقا ،
وتوفي مروان بن الحكم عن عمر يناهز الخمسة والستين عاما ولما يكمل العام الأول من خلافته ،
ولكنه كان عاما حافلا ،
فقد أرسى أسس الدولة المروانية ،
كما أن عهده على قصره قد امتاز بكثير من الإصلاحات والإنجازات العسكرية والسياسيةوالإقتصادية ،
وهكذا كان امر مروان ،
صدفة صنعت خليفة ،
مدحت رحال ،،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق