.................
فاطمـة لغـباري / الـرباط
.................
// نـص نثـري //
** صيـف خريـفي **
عنـدما كـان الصيـف خريفـيا على الجـبل الـعالي،
لا شـيء كـان يعـلو إلا رأس الوقـواق،
أفزعـته بظهـوري؛ تعـرّف إليّ دون أن يعـرف
إسمـي؛
عيـناه البراقـتان، لا تستأمـنان أحـداً.
فـي الهـناك، فـوق روابـي الأسـى،
كـان يسطـع فـلاح مهمـوم؛ يحمـل منجـلا،
يمتـطي حـماراً يدحـرج الحـصى، ويحـرث الضبـاب دون اكتـراث.
هـنا حيـث كنـت أحـدِّث ظـلي الغـريب الـذي كـان يقـودني نحـو المنحـدر،
والطـين قـد وصل ركبـتي..
غيـر أننـي واصلت السيـر لأعـود بأكـياسٍ خالـية إلا مـن حفنـة القلـق.
أدركـت حينـها أن السمـاء تفتقـر لأروقـة الغـيم
— ولـو عابـــرة —
لتوقـظ الينابيـع الساكنـة مـن حـزن مبلل بالطـين.
فاطمـة لغـباري / الـرباط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق