السبت، 24 سبتمبر 2022

 .............

محمد جميل الطرابلسي...

..........................




ليتك تعلمين...
**
ليتك تعلمين...
أن غيابك لا يقلقني...
كل ما في الأمر أن قهوتك
تنقصني...
وأحمر شفاهك فوق الفنجان
ينقصني...
وأن عطرك...
ينقصني...
وشعرك كغابة الكستناء
ذلك الذي كان يغطي صدري
لما تغفين فوقه
وكان يظللني...
وكان يحادثني...
كان حقا
يؤنسني...
أرأيت إني لا أفتقدك أنت
ولكن بعض "شؤونك الصغيرة"
هي التي تنقصني...
**
ليتك تعلمين...
أن رحيلك لا يقلقني...
لكن لما يأتي تشرين...
وأرى الطيور عائدة...
أتذكر وقع خطاك على عتبة الدار
وصوت المفتاح في القفل
ولما تدخليني عليا
فيسبقك عطرك
ليحضنني...
إنني لا افتقدك حقا
لكن كل ما في الأمر
أن عطرك ينقصني...
أرأيت...
منذ أن دفنوك
كرسيك الفارغ
يؤانسني...
ووسادتك
تؤانسني...
أنا لست حزينا...
ففي كل نهاية أسبوع
أزور أهلك...
والكل يذكرك...
والكل يتهامس...
متى آتي بأخرى...
حتى أخفف شيئا من وحدتي
ومن وحشتي
ومما ينقصني...
حقا غيابك
أنهكني...
لكنه لا يقتلني...
يكفي أن طيفك يؤنسني...
وترديد اسمك يؤنسني...
وسؤال الناس عنك يؤنسني...
فنامي هنيئا يا حبيبتي...
ولا تغتمي...
ولا تهتمي...
لأشيائك الصغيرة التي تنقصني...
**
بقلم الشاعر محمد جميل الطرابلسي...
**
هذه مرثية الى روح زوجة صديق رحمها الله ورزقه الله جميل الصبر والسلوان...
**
24/09/2022

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق