الأربعاء، 20 يوليو 2022

 .................

مدحت رحال ،،

...............



إتذكر إذ لحافك جلد شاة
وإذ نعلاك من جلد البعير
لعلها أشهر أخبار حلم وجود معن بن زائدة ،
الفارس الجواد الحليم
لنا لقاء اليوم مع الجواد الحليم
(( معن بن زائدة ))
تذاكر قوم فيما بينهم أخبار معن بن زائدة
وحلمه وسعة صدره وكرمه
وبالغوا في ذلك ،
وكان بينهم أعرابي ،
رأى في ذلك مبالغة كبيرة ،
لا أحد يرقى لهذه الدرجة من الحلم والجود
تحداهم
ليغضبن معن بن زائدة
ويثبت أنهم قد بالغوا في ذلك أيما مبالغة
أنكروا عليه ذلك
وجعلوا بينهم جُعلا إن أغضب معن ،
يدفعه الخاسر .
( والجُعل هو رهان كالمال أو غيره يدفعه الخاسر )
عمد الأعرابي إلى بعير ، فذبحه وسلخه
وارتدى جلده بالمقلوب
ودخل على معن ، ولم يسلم
لم يُعِرْه معن انتباهه،
فأنشأ يقول :
أتذكر إذ لحافك جلد شاة
وإذ نعلاك من جلد البعير
قال معن : أذكره ولا أنساه ، والحمد لله
فقال الأعرابي :
فسبحان الذي أعطاك مُلكا
وعلمك الجلوس على السرير
فقال معن :
سبحانه وتعالى ،
يعطي الملك لمن يشاء
وينزعه عمن يشاء
فقال الأعرابي:
فلست مسلما ما دمت حيا
على معن بتسليم الأمير
قال معن :
إن سلمت رددنا عليك
وإن تركت فلا ضير عليك
فقال الأعرابي :
سأرحل عن بلاد أنت فيها
ولو جار الزمان على الفقير
قال معن : إن جاورتنا فعلى الرحب والسعة ،
وإن رحلت فمصحوبا بالسلامة ،
فقال الأعرابي :
فجد لي يا ابن ناقصة بمال
فإني قد عزمت على المسير
( اسم أم معن : زائدة ، وجعلها الأعرابي : ناقصة ، غلوا في الشتيمة والتحقير )
قال معن : أعطوه ألف دينار تخفف عنه مشاق السفر ،
فأخذها وقال :
قليل ما أتيت به وإني
لأطمع منك بالمال الكثير
عجبت فقد آتاك الملك عفوا
بلا رأي ولا عقل منير
قال معن : أعطوه ألفا ثانية ليكون عنا راضيا ،
فتقدم الأعرابي إليه وقال :
سألت الله أن يبقيك دهرا
فما لك في البرية من نظير
فمنك الجود والإفضال حتما
وفيض يديك كالبحر الغزير
فقال معن : أعطيناه على هجونا ألفين
أعطوه على مديحنا أربعة
فقال الأعرابي : بأبي أنت أيها الأمير ،
فانت نسيج وحدك .
وما بعثني على ما فعلت ،
إلا جُعلا جُعِل لي على أن أغضبك ،
فقال الأمير : لا تثريب عليك
أعطوه ضعف الجعل :
جعل للرهان ، وجعل له
هكذا كان السلف
فأين منهم الخلف
مدحت رحال ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق