.................
أ. حيدر حيدر
....................
السجان..
(مسرحية ذات مشهد واحد)
ترفع الستارة عن زنزانة صغيرة فيها عدد كبير من المساجين، وأمام بوابة الزنزانة وقف السجان، يحقق مع أحد المساجين :
--السجين: ماذا تريدون مني..؟
--السجان للسجين المقيد بالأغلال : وبعيد حفلة تعذيب رأى فيها السجين نجوم الظهر.فبدا منهكا ، ضعيفا ،متورما ،الدماء تنزف من جسده.
-- نريدك أن تعترف.
--السجين:أعترف بماذا..؟
-- السجان : مولّت الإرهابيين بالسلاح والدواء.
-- السجين:أعترف..نعم.سوف أعترف
عندما كنت ولدا صغيرا ..
كنت شقيا ..وكنت أسرق البيض من خم دجاجات جدتي ،وأبيعها لأشتري بثمنه حلوى، لي ولأختي الصغيرة.
وعندما تعلم أمي بالأمر ،
كانت تضربني، وتقول:
ألا تعلم أنّ من يسرق بيضة كمن يسرق جملا.
لكن ... وبعد أن كبرت عرفت خطأ قولها،لأنني تعاملت مع أناس كانوا يسرقون الدجاج، والجمال. بل الوطن كله.ولم يضربهم أحد.
وأنا الذي نزلت إلى المدينة لاحمل الدواء إلى أمي المريضة أمسكتم بي ،
واتهمتموني أنني أمول الإرهاب بالسلاح والدواء.
سجل أيها السجان في رأس الصفحة الأولى ،
أنا لصّ، سرق البيض من خم دجاجات جدته، وهو طفل صغير.
وانا إرهابي،- يوما ما - حمل الدواء إلى أمه المريضة.
سجل أيها السجان في رأس الصفحة الثانية:
إنّ ظلام السجن لن يدوم، وبعدها سيبزغ فجر حرية المغبونين..وشمخ السجين برأسه إلى الأعلى..
صرخ السجان بأعلى صوته: احملوه، ليرى فجر الحرية بأمّ عينيه.
وتسدل الستارة على مشهد زملاء الزنزانة ،وآمر السجن يملي عليهم: كلّ من يخالف الأوامر سوف يلقى مصير/ عمار /الذي ذهب يشكو غبنه، وظلمه لفجر الحرية الموعود..!
أ. حيدر حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق