.................
وليد.ع.العايش
...................
يوميات رمضان /١٨/
/أشعث الفكر/
-------------
( هل شاهدني أشعث الفكر وأنا أعبر من هناك !!! ) ... تساءلت والخوف يلتحف قلبي، بينما لا تكد قدماي ترتفعان عن الأرض .
- لا لم يرني ... قلت لنفسي واختفيت خلف أوراق جريدتي التي مازالت عذراء حتى اللحظة .
كنت أبحث عن زقاق ضيق ، أو زاوية مهملة تأويني من سياط عينيه الزرقاوين ، المارون من هنا كانوا يهرعون مهطعين !!! ... أهو رعب دب في أوصال الشارع أم أن الحر ترك أثاره على الرؤوس العارية .
رجل أصلع كان يهرول دون أن يدري إلى أين يتجه ، أثار ابتسامة صامتة على ثغري الذي تعثر بخطواته !!! ...
مازالت الشمس في قعر السماء تعاقب كل من يمر ، حتى الجدران بدأت تتوارى ، للتو يلوح زقاق صغير العمر ، التففت حول نفسي ، رمقت أشعث الشعر بنظرة مواربة ثم ولجت إلى بطن الزقاق .
لم يكن هناك أحد سواي ، كان الحائط رفيقي اليتيم ، في ركن مظلل حيث تقبع شجرة التوت العجوز ( جلست قليلا ) ... كنت أبحث عن التقاط أنفاسي التي كادت تتلاشى ، لم أستطع فض عذرية الجريدة التي مازالت تتأبط ذراعي ، تنفست بعض دموع الهواء ( والرعب ) ، وما لبثت أن عاودت المسير باتجاه منزل يقبع على حافة ساقية صغيرة ، المقبرة القريبة من البيت تلوح من بعيد ، جمهرة هناك ، خفق قلبي مرة أخرى ، حثثت الخطا هذه المرة ، القبر مازال مفتوحا : ( من الميت ؟؟؟ ... ) ... سألت أحدهم كان يخفي ضحكة خجلى: - أشعث الشعر ... إنه أشعث الفكر ...
صرخت بصوت تردد صداه طويلا : يا إلهي ... يا إلهي ... من ، من !!! ... ربما لم أصدق ما رأيت ...
صفعت جبيني بقوة ، لم أدر لماذا ، قرأت الفاتحة على بقايا أشعث الفكر ثم عدت أدراجي مع جريدة لم تعد عذراء ...
-----------
وليد.ع.العايش
١٨ / رمضان/ ٢٠٢٢م

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق