.................
بركات الساير الفدعاني
...............
الكاتب الأديب:
بركات الساير الفدعاني
شاهد على العصر
من كتابي تحت التأليف.
الكشكول
لقاء صحفي مع الحجاج بن يوسف الثقفي
الححاج بن يوسف الثقفي.القائد الأموي الكبير،والي العراق،بلغ صيته الآفاق،وذاعت شهرته بكل العالم الإسلامي،إن كان ظالما فحسابه عند ربه،ولكن له أعمال كبيرة تضعه على سدة المجد.فتح بخارى والهند والسند ونقط المصحف وقسمه إلى أحزاب وأجزاء.حاول الشعوبيون من الفرس التدليس عليه والافتراء،ولكن أعماله تتكلم على مر العصور،
طلبت اللقاء معه فحاورته الحوار التالي:
الكاتب..هل يمكن أن تعرفنا على نفسك،أيها الحجاج؟
الحجاج..وهل أحتاج إلى تعريف،أنا الحجاج بن يوسف الثقفي،
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا،أنا علم في رأسه نار،أنا ملأت الدنيا بذكري،
وشغلت الناس بأمري،
الكاتب،ماالذي دفعك لخطبتك المشهورة في أهل الكوفة،؟
الحجاج..
لقد استصغروني وراحوا يرموني بالحصى وأنا على المنبر،فكان لابد من إرهابهم وتخويفهم وقد أرعبتهم خطبتي،
الكاتب،..أين تعلمت بلاغتك وفصاحتك؟
الحجاج..حفظت القرآن من والدي،الذي كان معلما للقرآن في الطائف،وأخذت الفصاحة والبلاغة من قبيلة هذيل،
الكاتب..ماسر قوتك وهيبتك؟ وأنت قصير القامة وشخصيتك لاتدل على القوة،
الحجاج..سر قوتي فصاحتي وبلاغتي،وإخلاصي لولاة الأمر،ويسبق سيفي كلمتي،لا أتردد في اتخاذ القرار،
الكاتب..يقال أنك بالغت في القتل في العراق،وكان سيفك مغموسا بالدم دائما.
الحجاج..عرفت العراق بالفتن والثورات.وكان وراء الفتن الخوارج والفرس،فلا بد من الشدة.وقد أمعنت سيفي في الثائرين على الحكم الأموي،
الكاتب.كنت مخلصا للدولة الأموية أكثر من الأمويين،
الحجاج..كنت أحب الدولة الأموية،دولة العرب.
وأكره الفرس، والشعوبين، لأنهم لم يخلصوا في دينهم.
الكاتب..لو رجعت إلى الماضي،ماذا ستفعل؟
الحجاج..أقوم بما قمت به ولن أكون نادما،
الكاتب. هل تحس بالندم؟
الحجاج..ندمت مرة واحدة،عندما قتلت الفقيه سعيد بن جبير.
لو يعود بي الزمن،لما أمرت بقتله.
الكاتب.. يتهمونك أنك كنت سفاحا،
قتلت الكثير من الأبرياء.
الحجاج..كان الواقع في العراق يحتاج لحاكم قوي يسبق سيفه كلمته.حتى يستتب الأمن والقضاء على الفتن.
الكاتب..من الذي شوه تاريخك.؟
الحجاج..الفرس،
والشعوبيون شوهوا تاريخي لأني كنت السيف الذي يحز رقابهم،ولأني وقفت في وجههم وفتحت سمرقند وما بعدها،
ولأني منعتهم من حقدهم على الدولة الأموية .
الكاتب..ماهي أمنيتك؟
الحجاج..أتمنى ان تعود الدولة الأموية وأن تحكم العرب وترفرف راياتها البيضاء في كل مكان .
الكاتب:يتهمك المؤرخون والناس،أنك كنت ظالما،لاتحسب حسابا لأحد،فقد قتلت عبد الله بن الزبير وصلبته وضربت الكعبة بالمنجنيق،واعتديت على حرمات الله، وقتلت سعيد بن جبير،
بما ترد عليهم.؟
الحجاج : أنا لم أضرب الكعبة بالمنجنيق هذا افتراء وكذب،وارجع إلى أقوال المؤرخين وأئمة الإسلام،واسألهم ليعطوك الحقيقة،وتزعمون أن الله لن يغفر لي، اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل .لقد كنت شديدا ولم أكن ظالما،ربما هناك شدة زائدة،دافعها الحفاظ على هيبة الخلافة،والقضاء على الفتن.
الكاتب: ماهي أعمالك التي خلدتك في التاريخ.؟؟
الحجاج:وجدت الناس يخطئون في قراءة القرآن،والقرآن لم يكن منقطا.ودخلت العجمة على الألسنة.ولم يميزوا بين الحروف مثلا،بين حرف ع،غ،وب و ت وث وغيرها من الحروف فأمرت يحيي بن يعمر بتنقيط حروف القرآن،وتقسيم القرآن إلى أجزاء وأحزاب.
الكاتب: إنه عمل عظيم،يحسب لك،لقد خدمت كتاب الله .
ولكن ماالفتوحات التي قمت بها؟
الحجاج:دفعت الجيوش،ففتحوا بخارى والهند والسند،وسمرقند .
فقد أمرت والي خراسان القائد الشجاع قتيبة بن مسلم الباهلي بمواصلة الفتوحات سنة٨٥ هجري،فوصل إلى حدود الصين،وكلفت ابن أخي الشاب الصغير محمد بن يوسف الثقفي وعمره سبعة عشر عاما بقيادة الجيش، وقد فتح بلاد السند ففتحها وهي ماتسمى اليوم باكستان والهند والبنغال،سنة ٨٩هجري، ولوعشت لفتحت الصين كلها والهند كلها.
وقد بنيت مدينة واسط،وهي بين البصرة والكوفة،وعربت الدواوين في دوائر الدولة،وأصدرت الدراهم العربية،وأعمال أخرى،ألا تذكرونها لي؟ فقط تذكرون مساوئ الحجاج.
الكاتب: إنها إنجازات عظيمة،،عندما يذكرك التاريخ بسوء ،سيذكر لك التاريخ فتوحاتك العظيمة حيث امتد الإسلام إلى مشارق الأرض،وأسلم الملايين من البشر،ورفرفت رايات الإسلام حتى حدود الصين،ولازال أهلها مسلمين حتى اليوم.
الكاتب..هناك سؤال أخير أريد أن تجاوبني عنه بصراحة وهو شخصي،
الحجاج،،لا لن أجيبك لقد أزعجتني بكثرة الأسئلة،أريد أعود لنومي،دعني أنام،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق