الخميس، 14 أبريل 2022

 ......................

علي حداد

............




أمل
قصة :علي حداد
مراجيح العيد ..ودولاب هواه..ارهما متهالكين..متعبين.. وبيض اللكلًك ..وشعر البنات حزينٌين..ودرابين الدنيا مظلمة ..هكذا رأيت الدنيا ..حين احترقت عمتي ......امل.....
الاهداء : آه ..أيها ألجيل ألذي..
يبكي ذئباَ ...مقتولا ...
كانت في السابعة من عمرها ..وكان كل شيء فيها يتلألأ..عيناها ،شعرها....فمها.. اسنانها البيض ضحكتها..مشيتها..عقد لؤلؤ يتراكض من هنا الى هناك..
كان شقيقها أكبر منها بثلاث سنوات..حين اخبرها ببراءة ان تبلل اصبعها وتدسه في نقطة الكهرباء .. وماهي الا لحظات حتى تحولت أمل إلى < كوم من الفحم >أحترق أللؤلؤ كله.. احترقت الابتسامة الحلوة ..تفتت شعر الذهب ..احترقت القفزات الجميلات والتراكض الحي..والضحكات السعيدة ..احترقت الحياة فيها ..
حدث هذا في العام1957.
وقد تنقل هو بعد فشله في الدراسة من مهنة الى اخرى وفي سنة 1997 افتتح له مطعما صغيرا يبيع فيه < التكة والكباب والمعلاك > وحين جاء صباح ابن <الحفافة>
ورمى < كونية > الفحم من على كتفه على الرصيف ..رايته بأم عيني كيف نظر الى الكيس الذي تمزق وتناثر الفحم منه..ورايت عينيه وهما يكادان ان يطفران من محجريهما ..وقد امسك بأبن الحفافة من رقبته يريد خنقه وهو يصرخ بألم وحرقة صرخات مجنونة لم يستطع هواء المساء في منطقة الكولات ان يبعثرها ....
وفي العام 2003 زرته في مستشفى الجملة العصبية لاني في الحقيقة لم اكن في العراق حين اودعوه المشفى..فقد كنت في نزهة حزينة جدا... كانت عيناه غائرتان وفكاه بارزتان وعظام قفصه الصدري واضحة شفافة ..بادرني قبل ان اسلم عليه وهو يهزني من جاكيتي بكلتا يديه وبعصبية راح يصرخ متسائلا بأسى
- أرأيت ..أرأيت ياحداد كيف رمى بأمل من على كتفه ..على الرصيف ابن القحبة..ابن الحفافة ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق