..................
..............
....وأخيراً ...
وأخيراً جئت يارمضان
بعد طول انتظار
لتلبسنا ثوب الغفران
وتغسل عنا الأوزار
لتطبعنا بطابع الإيمان
فنكون من المصطفين الأبرار
يا شهر التقوى والإحسان
جعلنا الله من الفائزين الأخيار
وأخيراً جئت يا رمضان
لتطهرنا من الذنوب والآثام
وليجتمع الأهل والخلان
على مائدة الرحمن
فتصفى القلوب ويتصالح المتخاصمان
ليتقبل الله منا الصيام والقيام
ويعتقنا من النيران
فياربي لاتجعل أحداً منا يخرج خسران
واجعل ميزاننا بالحسنات ملآن
بجاه نبيك العدنان
صلى الله عليه وسلم
يسّر علينا الطاعة وتدبر القرآن
في الشهر الذي أنزلت فيه القرآن
وفي كل العام ..
والعبرة في الختام
في ليلة قدرها خير من ثلاثة وثمانين عام
وكل عام ونحن نحسن استقبال الضيفان
فكيف بضيف يأتينا مرة في العام ؟!!
يأتي حاملاً معه كل الهدايا وماعلينا سوى الاغتنام
لنفحات تهب فترد الروح في أجساد أثقلتها الآثام
فالروح تسمو للسماوات والجسد يتثاقل للأطيان
فيأتي رمضان ليغسل عن قلوبنا الران
ليثبت صحة ماندعيه من صدق الإيمان
فالإيمان ماوقر بالقلب وصدقه العمل لا لقلقة لسان
وعدونا الأوحد ليس فقط الشيطان
فالشياطين تسلسلت برمضان
فكيف خرجت علينا تلك المسلسلات ؟!
وكيف ساءت الأخلاق وانفلت اللسان ؟!
وكيف رفع التجار أسعار السلع ؟!
وكيف طغى الغلاء وكثر الجشع ؟!
وكيف الجار لا يأمن أذى جاره ؟!
وكيف الزوج وصل صوته لجاره؟!
ولم يصل منه إلا أذاه ؟!
وكيف عمت الفوضى والحوادث الطرقات؟!
وكيف ندرت الزيارات وتصحرت العلاقات؟!
وكيف اقتصرت على النت التهنئات والتبريكات ؟!
وكيف تضور الفقير جوعاً وأتخم الغني من ألذ المأكولات؟!
وكيف صعبوا الحلال وبشعوه وكيف سهلوا الحرام وحلّوه؟!
وكيف إن قطع نت دقيقة ضاجوا وصاحوا لمشكلته حلّوه ؟!
وكيف لايشعرون بالعطب وهم منقطعون عن القرآن ؟!
رغم أن أرواحهم تصيح بهم اقرؤوه
يصيح قلبهم لو سماعاً شغّلوه ..
تصيح آذانهم اسمعوه ..
كل الأعضاء تطرب وتتشوق للقرآن
تضطرب تكتئب لبعدها عن آيات الرحمن
يصيحون جميعهم ولا يفهم صاحبها صياحها
يصدع رأسه من الصياح الداخلي
فيأخذ مسكن ألم ويظن نفسه عبقري
أنه سيغير جو ربما بخروج لنادي
أو بسماع اغاني وخلق جو رومانسي
والحواس والقلب ينادي
يا الله ماهذا مانبتغي
افهم يا إنسان
كما تأكل وتتزوج وترضي أعضاءك وغرائزك
أرضينا نحن من جعلنا الله بخدمتك
سنطيعك بالدنيا فقط فلتفعل مايحلو لك
لكن سيبقى صياحنا داخلك
عسى ولعل من سباتك وغفلتك يوقظك
الآن نحن لاتسمع كلامنا
ولا تلتفت لصياحنا
ولا تستتر منا
ماتفعله بنا وأمامنا
لكننا غداً
سنسمعك والله بآياته حدّث
بأننا سنتحدث ونشهد بما حدث
فالجلود والحواس والأعضاء كلها
عند ربها ستنطق بما أصابها
من ظلم الانسان
الذي أبعدها عن ربها
أيعقل أن يكون عدو الإنسان هو الإنسان ؟!
فكم برمضان اكتشفنا ظلمنا للشيطان
فظلم الإنسان لنفسه باتباع الهوى
ونفسه الأمارة بالسوء
أخطر وأشد على الإنسان
ظلماً وبطشاً من الشيطان
فلنعد برمضان
كما كان
أيام زمان
بأجوائه الروحانية
بلماته الحلوة
بأخلاقه السمحة
بطاعة الرحمن
نصوم عن الحلال
فكيف لا نصوم عن الحرام ؟!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق