الأربعاء، 20 أبريل 2022

 ...................

محمد المطاوع تونس

......................



حِوَارٌ فِي فَضَاءِ جَامِعِي

شفيق
صَبَاحَ اٌلْوُرُودِ مُعَذِّبَتِي
صَبَاحَ اٌلْبَنَفْسَجِ و الٌيَاسَمِينْ
كَرِهْتُ اٌلْأَحَادَ و سَاعاتَهَا
عَدُوِّي فِرَاقُكِ يَا صَابِرِينْ
مَرَرتُ أَمَامَ اٌلدّيَارِ لَعَلِّي
أرَى وَمْضَةً مِنْ بَرِيقِ اٌلْجَبِينْ
فَمَا أَسْعَفَتْنِي اٌلظُّرُوفُ وَ عُدتُّ
أَجُرُّ خُطَايَ مُعَنَّى حَزِينْ
صابرينِ
صَبَاحُكَ أَسْعَدُ يَا مُهْجَتِي
وَ رُوح فُؤادٍ رَحَتْهُ اٌلشُّجُونْ
تَطُولُ اٌللّيالِي وَ أَنْفَاسُهَا
وَ يَصْرُخُ مِنْ حَشْرَجَاتِي اٌلسُّكُونْ
أَمَلُّ اٌنْفِرَادِي فَتَبْدُو اٌلرُّؤَى
تُغَازِلُنِي خَلْفَ رِمْشِ اٌلْعُيُونْ
وَ تَنْشُرُ بَيْنَ يَدَيَّ زُهُورًا
فَأَبْكِي حُبُورًا وَ أُرْدِي اٌلظُّنُونْ
شفيق
أَرَاكِ كَغُصْنٍ يَمِيدُ هَوًى
يُحَيِّي اٌلْفَضَاءَ تَكَلَّلَ زَهْرَا
أُحِبُّكِ يَا صَابِرِينَ فَهَلْ لِي
بِقَلْبِكِ مِنْ صَلَوَاتِكِ وِتْرَا
صابرين
حَبِيبٌ جَلَسْتَ عَلَى عَرْشِ قَلْبِي
مَتَى شِئْتَ تُصْدِرُ نَهْيًا وَ أَمْرَا
تَغُوصُ مَتَى شِئْتَ فِي لُجَّتِي
وَ تُخْرِجُ مِنْهَا عَقِيقًا وَ دُرَّا
شفيق
لِنَبْنِي مَعًا حُجْرَةَ اٌلْأُمْنِيَاتِ
بِأَحْلَامِنَا فِي اٌلْفَضَاءِ اٌلْبَعِيدْ
وَ نَهْجُرُ هَذَا اٌلْخِضَمَّ اٌلْمَقِيتَ
وَ مَا فِيهِ مِنْ تَافِهاتِ اٌلْعَبِيدْ
صابرين
تُرَى هَلْ يَتِمُّ لَنَا حُلْمُنَا
وَ نَعْبُرُ هَذَا اٌلرَّجَاءَ الكئود
وَ نَحْيَى كَتَوْأَمِ طَيْرٍ طَلِيقٍ
بِعَالَمِ سِحْرٍ عَدِيمِ اٌلْقُيُودْ
شفيق
إِلَى اٌلْغَابِ فَاٌلْغَابُ مَمْلَكَةٌ
بِهَا اٌلْحُبُّ مُنْذُ اٌلْقَدِيمِ يَسُودْ
وَ فِيهَا اٌلْجَمَالُ يُدِيرُ اٌلْحَيَاةَ
شُعُورٌ طلِيقٌ بِدونِ حُدودْ
صابرين
إِلَى اٌلْغَابِ هَيَّا حَبِيبِي فَرُوحِي
تَرَى فِيهِ مَا نَتَمَنَّى يَمِيدْ
تَرَى فِيهِ مَوْلِدَ آمَالِنَا
وَ بَسْمَةَ عَيْشٍ سَنِيٍّ رَغِيدْ
اٌلْمعلّم
أَرَاكَ عَلَى غَيْرِ عَادَاتِكَ
عَهِدتُّكَ كَاٌلنُّورِ يَسْرِي طَلِيقْ
وَ هَا أَنْتَ يَبْدُو عَلَيْكَ اٌضْطِرَابٌ
حَزِينٌ تُصَارِعُ أَعْرَاضَ ضِيقْ
فَمَا اٌلْأَمْرُ يَا وَلَدِي مَا دَهَاكَ
كَأَنِّي أَمَامَ مَلَاكٍ غَرِيقْ
وَ أَنْتِ أَيَا صَابِرِينَ خَجِلْتِ
وَ ذَاكَ اٌلْمُحَيَّى عَلَاهُ بَرِيقْ
بِرِمْشِ اٌلْعُيُونِ جَلَالٌ وَ سِحْرٌ
وَ بَيْنَ اٌلْجُفُونِ لَظًى مِنْ حَرِيقْ
فَأنْتِ وَ هَذَا اٌلْفَتَى لَوْحَةٌ
يَدِبُّ بِهَا طَيْفُ حِسٍّ رَقِيقْ
شفيق
أَصابَ اٌلْمُعَلِّمُ عَيْنَ اٌلصَّوَابِ
أَرَى فِي مَآتِيَّ كَمْ مِنْ طَرِيقْ
وَ بِاٌلْقَلْبِ عِبْءٌ ثَقِيلٌ كَدَانِي
يَدُكُّ اٌلْخَواطِرَ حُزْنٌ عَمِيقْ
فَمَا عُدتُّ أدْرِكُ سِرَّ اٌلْمَعَانِي
تَهَاوَى اٌلْحَدِيثُ وَ سَاوَى اٌلْعَتِيقْ
فَهَلْ مِنْ طَبِيبٍ يُعَالِجُ دَائِي
وَ هَلْ مِنْ وَفِيٍّ يُعِينُ اٌلصَّدِيقْ
دَوَاءُ اٌلْمَحَبَّةِ عِنْدَ اٌلْحَبِيبِ
تُرَى مَنْ يُدَاوِي غَرَامَ شَفِيقْ
صابرين
فَهِمْتُ اٌلْقَصِيدَ وَ أَبْيَاتَهُ
لِصَاحِبِ هَذَا اٌلنَّسِيجِ حُقُوقْ
فَأَنْتُمْ شُهُودٌ عَلَى مَا يَقُولُ
وَ مَا سَأَقُولُ وَ مَا سَأَسُوقْ
أُحِبُّهُ مَا دَامَ للدَّهْرِ صُبْحٌ
وَ مَا وَمَضَتْ فِي اٌلسَّحَابِ بُرُوقْ
أُحِبُّهُ رَغْمَ مَلَامِ اٌلْقَريبِ
وَ مَا دَامَ للشَّمسِ شَرْقًا شُرُوقْ
أُحِبُّهُ حُبَّ جَميلٍ لبثنى
وَ فِي اٌلدِّينِ مَا كَانَ هَذَا فُسُوقْ
الْمعلّم
عَلَامَ اٌلصِّرَاعُ مَعَ اٌلْحَادِثَاتِ
بِهَذَا اٌلْفَضَاءِ اٌلْفَسِيحِ اٌلْحَبِيبْ
يُطِلُّ اٌلصَّبَاحُ بِأَحْلَامِهِ
عَلَى رَاحَةِ اٌلْكَفِّ نُورٌ عَجِيبْ
وَ يَزْحَفُ رَكْبُ اٌلضُّحَى لَاحِقًا
وَ تَهْوِي بِعُمْقِ اٌلْأَصِيلِ اٌلدُّرُوبْ
وَ مِنْ بِرْكَةِ اَلْأَمَلِ اٌلشِّمْسُ تَدْنُو
لِتُمْضِي اٌلسِّجِلَّاتِ قَبْلَ اٌلْغُرُوبْ
وَ تَمْضِي إِلَى شَاطِئِ اٌلْبَحْرِ ثُمَّ
إِلَى مُنْتهَاهُ وَ فِيهِ تَذُوبْ
شفيق
أَيَصْلُحُ كَوْنٌ بِدُونِ صِرَاعٍ
وَ هَلْ يَنْبُتُ اٌلزَّرْعُ دُونَ حُبُوبْ
مِنَ اٌلْغُصْنِ زَهْرٌ لِتُؤتَى اٌلثِّمَارُ
وَ للشَّاةِ ضَرْعٌ يَدُرُّ اٌلْحَلِيبْ
وَ بَيْنَ اٌلْمُحِبِّينَ يَرْقصُ وِدٌّ
وَ لِلدَّاءِ يَعْطِي اٌلدَّوَاءَ طَبِيبْ
وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي اٌلْحَيَاةِ اٌنْتِقَالٌ
لَمَا اٌمْتَدَّ بَعْدَ اٌلنَّبَاتِ قَضِيبْ
وَ لَوْ مَا لَمَسْنَا مِنَ اٌلسَّهْلِ ضَرْبٌ
لَمَا قُلْنَا هَذَا اٌلسَّبِيلُ عَصِيبْ
صابرين
تُرَى مَا المُرَادُ بِقَوْلِكُمَا
أُصُولُ اٌلْحَيَاةِ لَهَا قِيَمُ
تَسِيرُ اٌلْأُمُورُ، عَلَى حِكْمَةٍ
بِشَتَّى اٌلْمَيَادِينِ، وَ اٌلنُّظُمُ
فَهَلْ مِنْ مَبَانٍ قَوَاعِدُهَا
تُرَابٌ وَ لَيْسَ بِهَا ثُلَمُ
فَإِنَّ اٌلْمَرَاحِلَ مَرْجُوَّةٌ
كَمَا اٌلشَّاهِقَاتِ لَهَا سُلَّمُ
وَ لَوْ مَا اٌهْتَدَيْنَا إِلَى مَا يُعِينُ
لَمَا اٌلْفَتْقُ بِاٌلْخَيْطِ يَلْتَئِمُ
شفيق
مَتَى يُرْتَجَى اٌلْفَضْلُ، أَهْوَاؤُنَا
تَطُوقُ إِلَى اٌلْخَيْرِ، وَ اٌلْهِمَمُ
نَرَى فِي اٌلْكَفَاءَاتِ مُقْتَدِرٌ
وَ آخَرُ دُونٌ فَلَا يَفْهَمُ
وَ فِي اٌلْحُبِّ ذُلٌّ إِذَا جِئْتَهُ
فَصَدَّكَ مَنْ كَانَ مُلْتَزِمُ
وَ عَذْبٌ إِذَا عَزَّكَ اٌلْعَاشِقُ
وَ عَلَّاكَ مَهْمَا اٌلْعِدَى رَجَمُوا
فَكُنْ صَادِقًا فِي رُكُوبِ اٌلْهَوَى
وَ صُنْ مَنْ بِهَا يَحْتَمِي اٌلْكَرَمُ
صابرين
مِنَ اٌلنَّاسِ مَنْ هُوَ كَاٌلْقَمَرِ
إِذَا أَظْلَمَ اٌللّيْلُ يَبْتَسِمُ
وَ مِنْهُم عَبُوسٌ مَدَى دَهْرِهِ
بِبُرْدِ اٌلتَّعَاسَةِ يَلْتَثِمُ
وَ هَذَا لَعَمْرِي مَحَبَّتُهُ
بِبُرْكَانِ قَلْبِي غَدَتْ حِمَمُ
وَ فِي رَوْضِ حِسِّي قُرُنْفُلَةٌ
فَما لَامَ عَنْ غَرْسِهَا اٌلنَّدَمُ
فَمِنْ حِينِ قَلْبِي هَدَتْهُ جُفُونِي
شَفِيقًا، يُلَازِمُهُ اٌلْأَلَمُ
شفيق
مَدِيحُكِ يَا صَابِرِينَ شَجَانِي
فَقَدْ كَانَ فَوْقَ مَقَامِي وَ وَزْنِي
تَكَرَّمْتِ فَوْقَ اٌللّزُومِ وَ إِنِّي
لَأَعْلَمُ أَنَّهُ أَكْثَرُ مِنِّي
صابرين
أَقُولُ كَلَامًا وَ إِنَّ اٌلْكَلَامَ
كَظِلٍّ لِأَصْلِ اٌلحَقِيقَةِ ظَنِّي
وَ أَمَّا اٌلْحَبِيبُ عَظِيمُ اٌلْمَقَامِ
يَفُوقُ اٌلْكَلَامَ بِسِحْرٍ وَ فَنِّ
اٌلْمعلّم
نَعُودُ إِلَى اٌلدَّرسِ مِنْ فَضْلِكُمْ
كَفَى مَا لَقِينَا بِوَادِي اٌلْغَرَامْ
إِلَى اٌلْفَلْسَفَاتِ فَإِنَّ لَهَا
عَلَى اٌلْعِلْمِ فَضْلٌ رَسُولُ سَلَامْ
تُرَوِّضُ نَفْسًا فَتَصْقُلُهَا
تُطَوِّرُ فِكْرًا لِيُرْسِي اٌلنِّظَامْ
تُعَالِجُ بِاٌلْمَنْطِقِ اٌلْمُشْكِلَاتِ
تُحَلِّلُ بِاٌلْعَقْلِ كُلَّ اٌلْكَلَامْ
شفيق
سَأَلْتُكِ بِاٌللهِ يَا صَابِرِينَ
أَجِيبِي بِصِدْقٍ بِكُلِّ صَرَاحَهْ
أَعِنْدَكِ بَيْنَ ذَوِيكِ مُرِيدٌ
لِقُرْبِكِ قَبْلِي فَتَحْتِ جِرَاحَهْ
أَبَيْنَ جَنَاحَيْكِ لِلْغَيْرِ مَيْلٌ
بِأَمْسٍ غَرُورٍ مُضِلٍّ وِشَاحَهْ
أَجِيبي وَ لَا تخجلي فَاٌلْمُيُولُ
مُجَنَّحَةٌ فِي اٌلْغَرَامِ مُبَاحَهْ
صابرين
وَ حَقِّ اٌلّذِي خَلَقَ اٌلْكَائِنَاتِ
وَ سَخَّرَ لِلطَّيْرِ رِيشَ جَنَاحَهْ
كَأَنَّ جَدِيدًا غَرِيبُ اٌلْمَآتِي
تَغَلْغَلَ فِي اٌلْقَلْبِ زَادَ اٌنْشِرَاحَهْ
وَ بِاٌلْقُرْبِ مِنْكَ أَحِسُّ بِأُنْسٍ
يُدَاعِبُنِي وَ حَنَانٍ وَ رَاحَهْ
وَ أَشْهَدُ أنَّ هَواكَ سَبَانِي
وَ مَا عَكْسُ ذَلِكَ ضَرْبُ وَقَاحَهْ
شفيق
تَعَاليْ تَعَاليْ حَبِيبَةَ قَلْبِي
أَضُمُّكِ ضَمَّ اٌلضَّرِيرِ لِصَدْرِي
تَعَاليْ لِأَهْدِي إِلَيْكِ حَنَانِي
فَأَنْتِ عَظِيمَةُ شَأْنٍ بِفِكْرِي
صابرين
جَعَلْتُ لَكَ اٌلْقَلْبَ وَكْرًا فَصَبْرًا
دَوَاءُ اٌلْأَحِبَّةِ جُرْعَةُ صَبْرِ
سَأَبْقَى عَلَى اٌلْعَهْدِ طُولَ حَيَاتِي
وَ أُوصِي إِذَا مِتُّ تُرْبَةَ قَبْرِي
شفيق
أقَاتِلَتِي اٌلْقَلْبُ حَنَّ لِوَصْلِ
عَلَى سُنَّةِ اٌللهِ وَ اٌلصَّادِقِ
وَ إِنْ مِتُّ قَبْلَكِ لَا تَحْزَنِي
كَذَا شَاءَ رَبُّ اٌلْعُلَا خَالِقِي
صابرين
إِلَهي بَسَطتُّ إِلَيْكَ يَدَيَّا
وَ دَمْعِي عَلَى خَدِّيَ اٌلْبَارِقِ
غَزِيرٌ وَ جَفْنِي تُجَرِّحُهُ
خُطُوبٌ وَ شَعْرِي عَلَى عَاتِقِي
مُنَادِيَةٌ لَا تَكِلْنِي وَ لَبِّي
دُعَائِي بِعِزِّكَ صُنْ عَاشِقِي
مِنَ اٌلْمُحْدَثَاتِ وَ مِنْ سَابِقٍ
مِنَ اٌلْمُهْلِكَاتِ وَ مِنْ لَاحِقِ.
محمد المطاوع تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق