الثلاثاء، 5 أبريل 2022

 ..................

سعيد عزب

...............



رمضانيات
من الأحق بالولاء؟؟؟
عن أبي أمامة، عن رسول الله ﷺ أنه قال : «من أحب لله، وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله فقد استكمل الإيمان ». عن ابن عباس قال : قال رسول الله ﷺ لأبي ذر : «أي عرى الإيمان أوثق؟ » قال : الله ورسوله أعلم . قال : «أوثق عري الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله
اكذوبه الولاءات المطلقه نعيشها وتأثيرها الاجتماعى السىء ،
نحن نعيش اكذوبه الولاءات المطلقه والتى ترسخت فى الثقافه العقليه والسلوكيه لغالبيه شعوب المنطقه دون اى سند حقيقى لها، وكذلك فى العقل المسلم دون سند فقهى او دينى ،
ولانعرف كيف أصبحت من ضمن المكون الجينى حتى للمواليد الجدد،
لقد نشات الولاءات الحقيقيه فى الجاهليه للقبيله اول مانشأت ،
وكانت القبيله تقوم بدورها على أكمل وجه من توفير الحمايه الكامله لجميع أبنائها ورعايتهم وتشغيلهم وتزويجهم،
وهنا كان يحق لهم الولاء لان له مايقابله من عز القبيله وعزوتها وحمايتها للفرد
ثم ظهر الدين الاسلامى،
وعلى الرغم من ضعف الدعوه فى بدايتها ولم تكن بقوه الحجه التى تمكن التابعين من الولاء المطلق لها ،
او تجذب إليها الطامحين والطامعين فى عز متوقع او غنيمه يمكن إدراكها ،
،إلا أن الرسول عليه الصلاه والسلام استطاع ان ينتزع طواعيه الولاء المطلق من تابعيه ومنهم من تخلى عن أهله وقبيلته ،
بل ومنهم من تخلى عن وطنه وتبعه فى الهجره الى المدينه ،وتحمل فى سبيل الدعوه أفظع أنواع التعذيب والإهانة كما حدث مع سيدنا بلال عليه السلام ولم يتزعزع ولاؤه للرسول والدعوه ،
وليس ادل على ذلك من قوه الولاء ان يترك المهاجرين مكه،
والتضحية بأموالهم وتجارتهم واهلهم ووطنهم ولاءا
للدين الجديد ومحبه فى رسول الله ،
أليست هجره الفتاه الشابه ام كلثوم بنت عقبه ابن ابى معيط ،ذات ال١٦ عاما الى المدينه
والذى لقب بأشقى القوم لأذيته لرسول الله مرات عديده وبالرغم من ذلك أصرت على الهجره الى المدينه فى طريق موحش مابين مكه والمدينه ،
لتلحق برسول الله وقد نزل بحقها قرآن يتلى الى يوم القيامه ،سوره الممتحنة،
إذن عندما كان الولاء أولا للدين دانت وخضعت لهم الأوطان كلها فى مشارق الارض ومغاربها ،
وأصبح الولاء للدين هو مايجلب الأوطان، وليس الولاء للاوطان او الحكام والعكس ،
وكان الصحابه جميعهم ولاؤهم الأول هو الدين فدانت لهم الأوطان،
وظل الحال هكذا طوال عهود الخلفاء الراشدين وقليل ممن تبعهم من الحكام ،حتى دانت لهم الارض من مشارقها الى مغاربها، حتى تبدلت الولاءات وتحولت من الدين الى الحكام والملوك والولايات والدول ،
والولاء للحكام لايحمى وطنا ولايقيم مجدا بل يذهب بالدين وبالاوطان معا ،
لانه ولاء لغير الله وأمره مؤقت بوجود الحاكم فى الحكم ،
فما كان لله دام واتصل وماكان لغير الله انقطع وانفصل
وهنا بدأت الدول والإمارات والولايات فى الظهور ،والتى كان ولائها للحكام فقط اكثر من ولائها للدين ،
وظهرت الدول الفاطمية والعباسيه والامويه والاخشيديه والطولونيه والايوبيه ...الخ الخ حتى أصبحت الدوله الاسلاميه مطمعا لكل القوى المحيطه مما أغرى التتار بالانقضاض عليها عام ٦٥٨هجريه ،
وبدأت بعدذلك الحملات الصليبية والاستعمار الفرنسي والانجليزى وانهارت الدوله العثمانيه ،
ومنذ ذلك الحين وتغيرت وتبدلت بل زادت الولاءات لغير دين الله وبالتالى انحرفت الولاءات ،
وتغيرت اولوياتها من الدين والوطن الى الحكام بل وأحيانا الى مصالحهم الشخصيه ،
وكثيرا ماتبين بعد ذلك من الولاء للاستعمار او لاعداء الوطن والدين ،
وهذا ما نلاحظه هذه الأيام من انحراف الاعلام عن مسار الجميع والتشكيك فى الدين ومحاولة الهدم المستمره فى ثوابت العقيده ،
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، «قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه». رواه البخاري ومسلم. هذا الحديث أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها،وتحدد وجهه من يتبع
الدين ممن ينقلب عليه ،وماهو نتيجه مايتبع وما يتولى ،
فالله ودينه هو الأحق والاولى بالولاء من غيرهم ،
: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ ۚ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰٓ أَعْقَٰبِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱللَّهَ شَيْـٔا ۗ وَسَيَجْزِى ٱللَّهُ ٱلشَّٰكِرِينَ
صدق الله العظيم،
اذا كانت هذه الايه الكريمه توضح لنا لمن يكون الولاء ولمن يكون الاتباع،
وليس ادل على ذلك ماحدث بعد ان توفى الرسول الكريم وبدأ الناس فى التردد والانصراف عن الفرائض من قول سيدنا ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه..من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حى لايموت ،
هكذا كان الصحابه وولاؤهم لله ولدين الله واتباع منهج الرسول فى عباده الله ،
هل آن لنا أن نصحح بوصله العباده وتكون خالصه لله وحده واتباع منهج الرسول عليه الصلاة والسلام،
ومن كان يريد العزه فإن العزه لله جميعا،
هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
سعيد عزب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق