...................
عبد الغني يحيى اليحياوي
...................
((نهاية الموسم ))
لقد أوشكى موسم الصوم على الانتهاء، بعد ان عم الخير نفوسنا وديارنا ،فكم رشفنا من الحسنات في لياليه؟ وكم مسحنا من السئات في نهاره؟ فعطرنا الثياب بالايمان ،وعبئنا الجيوب بالحسنات ، وملأنا ميزان حياتنا بصلاة التهجد وآيات من الذكر الحكيم، وعليهن كنا نمضغ موائد التسبيح والاستغفار ،ليتجلي لنا عفو الله على منبر الايمان ،وكل آمالنا معلقة برضا الله سبحانه وتعالى ، ولعل الله يغفر الذنوب والخطايا ،كي نلتمس مغفرة الله فوق السراط المستقيم، وننجو من عذابه وسخطه، برحمته التي وسعت كل شيء .
فبالطاعات غسلنا الذنوب، وعمّرنا حياتنا بقبب الإيمان، وكسينا اجسادنا بنور ملائكة الرحمن ،فقدست في نفوس صانعها، وتوّجت برحمة خالقها ،...فكم فيك يا رمضان من سعادة فمااحلا ايامك !وماأجمل لياليك! وفيك ليلة القدر خير من ألف شهر، وفيك تفتح أبواب السماء ،وتغلق ابواب الشر.
فلقد رأيت حالنا ،واستمعت إلى شكوانا ،وغمرتنا بفضلك ونورك ،ألا فبلغ الله عنا ذلك ،فأن عدتَ ونحن في أحسن حال استقبلناك بألسنة تلهج بذكر الله، وفتحنا لك أبواب قلوبنا ،
وشققنا إلى الايمان طريقها ، وجعلنا ليلك قياما ونهارك صياما،وسنظل ندعو الله ونستغفره ،ونتلو آيات الله بتفكر،ان شاء الله تعالى ،وأن عدتَ وقد رحلنا فالله يقدر مايشاء !
وها هو قد أقترب رحيلك يا رمضان، وأقبل عيد الفطر المبارك يطل علينا من جديد ،محملا بالافراح والمسرات، وفي جعبتنا من الشكاوي والآلام والفقر والحرب ،ما يجعل البحر يابسا، والسماء مظلمة ،والأرض مقفرة ،ولكن الله على كل شيء قدير، وبعباده رحيم.
فهنيئا لمن قامك وصامك ايمانا واحتسابا ،وعمل فيك الصالحات ،ولم يركن إلى الدنيا الا بقدر ما يحتاجه في رحلته ،وكان مؤمنا بالله ،وظل مؤمنا إلى ان يتوفاه الله.
بقلم /عبد الغني يحيى اليحياوي
اليمن /29/4/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق