..................
محمد صالح رحيمي (المملكةالمغربية)
......................
[ الطِّفْلُ وَ الأفْعَى ]
البحر الكامل
شعر : محمد صالح رحيمي لفسيسي
طِفْلٌ بِلَا جَسَدٍ كَطَيْفِ خَــــيَـــــالِ
فِي كَفِّه أَفْعَى وَليْسَ يُــــــبَـــــــالي
الصَّدْرُ عِنْدَ زَفِـيــــرِهِ كَـكِــنَــــانَــــةٍ
رُبِطَتْ إِلَى عُنُقٍ لِحِــفْـــظِ نِبَـــــــالِ
يُحْصِي خُطَاهُ عَلَى أَصَابعِ رِجْــلِـــهِ
كَالْجَرْوِ يمْشي لاصْطِيادِ غَـــــــــزَالِ
نَارٌ تَأُجُّ وَفِي السَّمَاء دُخَـــــــــــــانُهَا
هَلْ تَسْتَعِدُّ سِجَارَةٌ لِقِـــــتَــــــــــــالٍ ؟
(إِيَّاكَ) قُلْتُ لَهُ ،فَقَالَ مُرَافِــــــــــقِي
أَتُزِيلُ أَسْنِمَةً - أَخِي - لِجِـــمَـــــالِ ؟
أَنَّى ؟ وَلِي سَيْفُ الْأَدِيبِ وَدِرْعُـــــهُ
أَنْزَاحُ مُنْـــــهَـزِمًا بِغَيْرِ نِـــــــــــــزَالِ ؟
قُلْتُ اجْتَنِبْ قَالَ اجْتَنِبْ قُلْتُ الْأَذَى
قَالَ التَّــدَخُّــــلَ فِي أُمُـــــورِ رِجَالِ
قَلْبَ السِّجَارَةِ قَدْ وَجَدْتُ حَـــــلَاوَةً
أَتَصُــدُّنِي عَمَّا اشْــتَـرَيْـتُ بِـمَـــالِي؟
قْلْتُ افْتَخِرْ وَافْرَحْ بِوَجْهٍ شَــــاحِبٍ
وَفَمٍ - كَجَدِّكَ - مِنْ نَوَاجِــــذَ خَـــالِ
صَعْبٌ عَلَى الْإِنْسَانِ رَغْمَ دِرَايَـــــةٍ
إِقْنَاع غِــرٍّ جَــاهِــلٍ مُتَـــــــــــــعَالِ
أَمُعَلِّمَ الْأَجْيَالِ كَيْفَ تَصُـــــــــــــــدُّهُ
بِحِـــــمَــاكَ جِيلٌ لَيْسَ كَالْأَجْـــيَـــالِ
جِيلٌ بِسِــرْوَالٍ تَمَــــزَّقَ ، رُبَّـــــــــــمَا
يَأْتِي غَدًا ثَـمِـلًا بِلَا سِـــــــــــــــرْوَالِ
مَاذَا سَتَفْعَــلُ لِلْغَرِيــــرِ قَصِــيـــــدَةٌ؟
بَلْ مَا الْأَدِيبُ يُـفِــيــــدُهُ بِمَـــقَــــالِ ؟
لَا بُدَّ مَاءٌ كَيْ يُـــقَـــلِّـــبَ تُــــــــــرْبَةً
يَنْهَالُ مِنْ أُفُقٍ وَ هَامِ جِــــــبَـــــــــالِ
وَالطِّفْلُ أَكْثَرُ مِنْ سِـــوَاهُ بِحَـــاجَــةٍ
لِرِعَـــــايَةٍ وَ تَفَـــهُّـــمٍ وَ نَـــــــــــوَالِ
جَنِّبْهُ نَافِــثَــةَ السُّـــمُــومِ بِحُـــزْنِـــهِ
يَجِدِ الْحَـيَـاةَ مَلِــيـــئَـــةً بِجَــمَـــالِ
محمد صالح رحيمي (المملكةالمغربية)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق