السبت، 26 مارس 2022

 ..................

أمل شيخموس// سوريا

................




قراءة نقدية ثرية بقلم الأستاذ الأديب والناقد المتألق // محمود مصطو //
🌾
MhmuodMesto* // سوريا
قصة " صهيل أنثى " للأديبة أمل شيخموس
..ولكنّي أرى أنّ معرفةَ أديبتنا الرّوائيّة أمل شيخ موس المعجميّة ترشق القارئين بحزمةٍ من الدّلالات المصاحبة لتجلّياتِ مفرداتها في الفضاء الدّلالي الّذي يكشفُ سرّالأدبِ الموزّعِ بين التّخفّي والتّحَجُّبِ ، فكُلٌّ منهما يقودُ إلى الثّاني في لعبةٍ أبديّةٍ .ومن هنا ، فلغتها شعريّةٌ انزياحيّةٌ في الألفاظ والدّلالات المعجميّة المتجذّرة في تربةالأدب الخِصْبَةِ الّتي تُفْسِحُ المجال رحيباً للّجوءِ إلى الانزياحات المستمدّةِ أصلاً من البيئة الزّمكانيّةِ وغور النّفسِ ؛ وما استخدامُها الضَّميرَ الغائبَ إلّا برهانٌ ساطعٌ على الأحداثِ القصصيّةِ المتداخلة المتشابكة الّتي وقعت في الماضي الزّاهر الّذي مرّ بالحاضرِ المُعْتِمِ ثمّ انصبَّ في المستقبلِ رؤيةً ساميةً جليّةً في عالمٍ الأدبِ الإنسانيّ الخالدِ ؛ وفي المقابل نرى الأديبة تصرّفتْ وفقَ برنامجٍ سرديٍّ ، ومُخطّطٍ ذهنيّ للأحداثِ ، لكنّ القارىء يمضي قُدُمَاً نحو بنية العنوان / صهيلُ أُنثى / بتجَلّياتِهِ السّيميائيّةِ تركيباً ودلالةً ، ورمزيّةً تمهيداً لإماطةِ اللِّثامِ عن الوحداتِ السّرديّةِ المعتمدةِ في القصّةِ تلك.
إنّها تريدُ إضاءةَ العلاقةِ الاجتماعيّةِ المعتمةِ بين الذّكرانِ والإناثِ ؛ وتبيانَ المكوّناتِ العميقةِ في المسارِ المكثّفِ للأحداث القصصيّةِ كاشفةً بذلك -- وبوساطةِ أدواتِ الرّبطِ -- القضايا الْمُتشظّية المختلف عليها في المجتمعِ الشّرقيِّ الّذي تكالبتْ على كينونتِهِ الإراداتُ الخارجيّةُ ، والانهزاماتُ الدّاخليّةِ .
وبعدُ ، فإنّ أديبتنا أمل شيخ موس تمسكُ بأسرارِ اللّغةِ العربيّةِ ، وتدركُ خصائصَها الّتي تميّزها من سائر اللّغاتِ ، وتجدُ فيها اللّذّةَ الفنّيّةَ والمتعةَ النّفسيّةَ ، ولاتعترفُ إلّا بالإشراقِ سلطاناً في الكتابةِ الرّوائيّةِ.
🌼✨
قصة صهيل أنثى
✨🌼
تركَ في القلبِ ندبةً ومكاناً شاسعاً ، هي التي ما كانت تؤمن بالحب البتة ، وضعها الله في تجربةٍ فريدة أن تحبه دون وعيٍّ منها ، تركها الظرفُ ، القدر في مواجهةٍ معه للمرة المليون قالت له احبكَ ، كأخي صديقي لا أريدكَ ، كأنثى ورجل
هو الذي كان يُستشاطُ غيضاً منها ..
كُراتُ حُلُمِها العسليِّ كانت مختلفةً عن العالم
كانت تحبُ كل شيءٍ في هذا العالم كعاملةِ نورٍ كانت تتجهُ نحو الأفق تتجولُ فيه تتأكد من أسرار الكون وخباياه تتشربهُ خلاياه ومسافاتهُ ذات الأبعاد اللامرئية
إنَّها الأمل المشع هنا وهناك تضيءُ على أوراقِ الشجر ، صفحات المياه تترقرقْ . الحيتانُ تسبحُ سعيدةً بملامسة تلك الخلايا الضوئية لها ..هكذا كانت ذات طاقةٍ إيجابية تنيرُ العالم ، الكونَ بجمالٍ وسعيٍّ نحو الحقيقة والإكتمال أكثر ..
تركها هذا الصديق في العناية المشددة بعد أن تعلقت به حدَّ التركيز الأقصى .. إنها الأملُ تعاني بعد أن منحته وسام الإنسان المقرب منها ، لكنَّهُ خذلها .. للأسف إذ الرجل الشرقي لايعي معنى الصداقة بين الأنثى والذكر وربما رجال العالمِ كله ، يفتقدون إلى هذه الصفة .. آهٍ مؤلم جداً حدَّ الوجع الأقصى أن يتناقض شعوركَ ويتبدد مابين احبك كأخي ، سندي ، اكتمال الثقة الكبرى وبين أحبكِ كأنثى حانية احبكِ وردة مزروعة بصدري وأنفاس شراييني .. انا أحبكِ يا امرأةً سرقتني من الحنين كُلِهِ إلاكِ حدَّ الهذيان هذيتُ بكِ ، لطفكِ الساحر أخذني من عالمي إليكِ من ذا الذي لا يعشقكِ انت المحبوبة القريبة من كل القلوب .. رجال ، نساء ، أطفال إني أعشقُكِ حدَّ الثمالى العظمى و إفتقاد الأفق لنجمته والرجل لعضوٍّ من أعضاء جسده ، القلبُ يهواكِ وأنتِ في منأىً عنه ، ألفُ أحبكِ وأهواكِ يا إمرأةً من الياسمين ارتسمت في أفقي بهيةً ، ندية ، عطرُ الفل يحتويها أَغمضتْ عينيَ عن نساءِ الكونِ رغماً عني ، إني لا أُحبكِ إلاكِ ، إلاكِ !! بكلِ لغات العالم اهواكِ ..
لغة الأسماكِ ، الدلافين
الفجرِ وضوءهِ
النسر وعلوه
الرجل وأنثاه ، أنثاه
أإفتهمتِ أتمنى أن تكوني قد إفتهمتِ ، لكن القدر قد خيبَ محاولاتي رغماً عني ، إفترقتُ عنكِ ، فلم أبقى في قلبكِ ، لا الصديق ولا الأخ ولا الحبيب ، خرجتُ صفر اليدين من حبٍّ عميق مازال يجتاحني كالموج المجنون ، كالوردة التي تعانقُ السماء لواعجها أن يرحمني الله من حبكِ القاتل يا إمرأةً يحتار بها الرجل على مرِّ الزمن ، أسطورةً تُعْشَق ، أم رجلٌ يلاحقُ السراب شطآنه ، إني ألفُ أحبكِ ، أتشظى ، بناركٍ للأفق ، أصرخُ وأرتعد ، تنتابني الحمى الجنونية ، القدرية ربما ..
- لِمَ أحبكِ لا أعلم ؟!
سوى أنكِ كنتِ في قلبي درساً لا ينسى ولا يغتفر ، كنتِ عاملةَ نورٍ إرتدت زيَّ البشر ، حاورتني ، فإنتفضتُ من العمق رأساً على عقب ، حباً وهياماً ، عشقاً أسود ..
مابين أخي ، صديقي ، حبيبتي أنثاي ، تلاشى كلُ شيءٍ تَبَخَر .. بقيتُ ندبةً في قلبكِ من وقتٍ لآخر تئزُ نار الذكرى تشتعل في جنبيكِ .. واللهُ يعلمُ أني مانسيتُكِ البتة ولن أنسى حباً أضرَمَ فيا الأفق ، نفضني وصنعَ مني رجلاً بنكهة الأمل والعطر ، عطرُ برتقالكِ الذي لا يُنسى يا حدائق النارنج ....أحبكِ ، أصرخها للأفق وسأقولُ لربي مافعلهُ حبها بي يوم الميزان ..
بقلم الأديبة أمل شيخموس// سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق