................
د. عبدالحليم محمد هنداوى
..................
رحيق الأحلام
وحدى مع الليل غواى السهر
تحت السنديانة العتيقة مع وجه القمر
يطل القمر بوجهه المخملي
ويلامس بضوئه أوراق الشجر
فتنتعش الأوراق وتنتشي
ببرودة قمرية سحرية وقت السحر
تطوف بي عرائس المروج
حاملة دورق ملئ بضوء القمر
وشذى العطر
فتنتعش بها الروح وتحلق فوق المروج تقتفي الأثر
وتحوك الروح عشا من صدى
الأمنيات وعطايا القدر
وذات مساء مع الضوء المخملي والجو المعنبر
أمام شلال ماء منحدر
بسلاسل ماء من كوثر
تتجمع فى جدول ماء
يرقص فيه الزهر الأصفر
يروى عرائس المروج
وصبايا الزرع الأخضر
وينزل فوق صفحته القمر
باسما بوجه قمرى مزهر
ويسير القمر بضوئه الفضي
مقبلا شفاه الورد الأبيض والأحمر
وحول الجدول حيث النبع المغمغم
ينمو ويترعرع العشب الأخضر
فى لوحة بديعة تنتشي بها النفس قائلة سبحان من خلق وصور
وأخذ الليل يتثائب
ليعلن عن بزوغ الصباح
رويدا رويدا
وبأسفل النبع نلمح الفتى الفقير
يتخذ من العشب وسادة
ويلتحف الفضاء
ويمر النسيم العليل مقبلا
الماء البرود
حاملا للفتى عطر الورود
فيسلم الفتى أجفانه للكرى
وإذ ببنت السلطان تأتيه كالعنود
أشبه بحورية قمراء الوجه
متدثرة بأوراق الورود
وأخذ قلبه يدق يدق ولسان
حاله يقول ياله من جمال ساحر أملود
ثم أخذها من يدها وقال لها
هيا يا حبيبتي لبيت السلطان نعود
ثم أطلب يدك منه ونسافر سويا لأجمل مكان بالوجود
وبدأ نور الصباح يبزغ
وضوء الشمس يلسع جبين الفتى
فقام من نومه فاقدا الأمان
بعد أن رأى حوله جند السلطان
وقال لهم السلطان وهو يمشى
حوله ويتبختر
انزعوا حلمه من عقله
واكتبوا فوق جبينه كالدفتر
مخطئ من يظن أن الأحلام
جريمة تغفر
اللوحة بريشتي د. عبدالحليم محمد هنداوى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق