الثلاثاء، 8 مارس 2022

 ................

إيمان_مرشد_حمّاد

................



امي لم تطالب بيوم المرأة... ولكن لها كلّ الاعياد
انقضى اليوم ولم أفكر في الكتابة عن يوم المرأة ولا بتطريز الكلمات والتهاني ،إلا أنني الآن لم أستطع الخلود للنوم قبل أن أرفع قبعة حروفي للمراة التي لم تشهد يوما خُصّصّ لها ، ولم تعرف أن ما كانت تقوم به كثير جدا عليها فلم تتذمر. لم تكن امي تعمل خارج المنزل كما افعل انا ، إلا أن في ذكريات طفولتي إمرأة كانت تعمل منذ الصباح حتى تقع منهكة مع صلاة العشاء ... كانت تبكي ، نعم كانت تبكي عندما كنا صغارا لأنها لا تجد عونا لها.. فقد ولدت سبع مرات وامها بعيدة عنها. كانت تناولني عصا ( القشاطة) وانا صغيرة جدا وتقول : "متى تكبرين انت وأختك لتساعدنني "... كانت تعجن وتخبز وتصنع الكعك والملتيت بالسكر وتطهو ألذ الاطباق وتغسل الصحون وتغسل على غسالة بلا نشافة من الصباح حتى منتصف النهار حتى تبتل ملابسها....كانت تنشف البامية والملوخية والبندورة وتفرط البازيلاء وتصنع مربى العنب ولم تشتري أيا مما ذكر جاهزاً ابدا... كنا سبعة أطفال غاية في الشقاوة وقد نلنا حظنا من قرصاتها وضرباتها باعواد الملوخية ومطارق الشجر علنا نتوقف عن العراك واللعب والمشاغبة، ولكن دون جدوى... ليلا كانت تتعب وهي تطلب منا الخلود للنوم... في رمضان كنا نشاغب وقت السحور ونضحك بلا توقف... لقد شهدت امي مراهقة خمسة شباب انهكوها ، وطفولة بنتين لم تكبرا ابدا بل استمرتا باللعب في الدمى حتى عندما كبرن وهي لا تفتأ تضحك من طفولتهن الدائمة ... ولكنها لم تتوقف يوماً عن حبنا مع أننا صعبي المراس... لم تذهب يوما ( للمول) لتشتري المفتول بل صنعته بيديها ... لم تبكي من بصل المسخن ولم تشتري أطباق المعجنات من المخبز بل صنعتها بيديها الصغيرتين ... حرصت على تعليمنا جميعا وقامت بأعمال المنزل وقت دراستنا... احبتنا جميعا بطريقتها... احبت والدي وقامت بكل واجباته وعلمتنا ان الزوج عمود المنزل ويجب على الزوجة أن تميزه وتعتني به... وفي يوم المرآة أتساءل كيف لأمي ومن يشبهنها من النساء ان يوصفن بغير العاملات...وكيف لرجل صاحب وجدان ان يقول ان المرأة عاطلة عن العمل؟! وكيف لنا أن نصف حياتنا عندما تربينا إمرأة كأمي علمتنا كل الأعمال المنزلية ومن ثم درسنا وتخرجنا فحصلنا على وظائف صعبة ومتطلباتها كثيرة وفي ذات الوقت لا تطاوعنا أنفسنا في اختصار الكثير من أعمال امي؟ ان يوم مراة واحد قليل جدا على المرأة التي تتحمل مُر الدنيا وقسوتها لتصنع إنسانا فطوبى للنساء وطوبى لأمي ولكل إمرأة تعمل في الظل لتوصف بالعاطلة عن العمل... رحمك الله يا أمي ويوم سعيد لكل الماجدات في مختلف مواقعهن...وطوبى لمن جمعت الأمومة والوظيفة وصمدت رغم العواصف العاتية...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق