.................
مدحت رحال ،،
................
خالد بن الوليد
البطل الذي لا يُقهٓر
والسيف الذي لا يُكسٓر
______________
كانت حياته أسطورة حرب
وكان موته معجزة رب
إن جاز لنا التعبير
كتبت عن حياته ذات يوم وقلت :
كان دوره أن يقصم الظهور ،
وأن يبث الرعب في الصدور ،
واليوم اكتب عن موته ،
كلما ذُكِر / خالد بن الوليد ،
استوقفني هذا السؤال :
هل هي مصادفة أن يموت خالد بن الوليد حتف أنفه ، أم أنها تدابير الاقدار ؟
لا اقصد بالمصادفة ، العشوائية ، فكل شيء عنده بمقدار ،
ولكن أقصد أنه تدبير له دلالة خفية وليس حدثا عاديا ،
ووجدت ضالتي في ملاحظة قرأتها لأحدهم :
( سيف الله لا يكسر )
قالوا عنه : كان لا ينام ولا يدع أحدا ينام
حتى لكأنه كان ينام على ظهر فرسه
قال عن نفسه : ما ليلة تهدى إلي فيها عروس أو أُبشر فيها بوليد بأحب إلي من ليلة شديدة القر ، في سرية من المهاجرين أُصبِح بها المشركين ،
قال عن نفسه خضت أكثر من مائة زحف ،
وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم
وها أنا اموت على فراشي كما يموت البعير ،
رجل قضى حياته بين الأسنة وعلى صهوات الجياد ،
ثم يموت على فراشه ؟
في معركة مؤتة ، استشهد القادة الثلاثة كما هو معروف ،
اخذ الراية الصحابي / ثابت بن أقرم ،
ودفعها لخالد ،
ابى خالد أن يأخذ الراية وقال لثابت أنت أحق بها مني ، فأنت ذو سابقة في الإسلام وقد شهدت بدرا ،
قال ثابت : ما أخذتها إلا لك ، فأنت أعلم بالحرب مني ،
واستلم خالد الراية ،
وبعيني صقر جال في ميدان القتال ،
وبمراجعة سريعة لموازين القوى ، وجد أن جيش المسلمين بالنسبة إلى جيش الروم ، كالشعرة البيضاء في الثور الأسود ، وأن فناءه محقق ،
إذن ،
فالإنسحاب التكتيكي هو الخيار الوحيد ،
واستطاع بعبقرية القائد الخبير أن ينسحب بالجيش المسلم بأمان ، في خطة أثارت عجب وإعجاب الخبراء العسكريين حتى يومنا هذا ،
في هذه المعركة ، سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( سيف الله ) وقال :
ثم استلم الراية سيف من سيوف الله ( ففتح الله على يديه )
سيف الله
ثم :
وسام الفتح
والرسول عليه افضل الصلاة واتم التسليم لا ينطق عن الهوى ،
والآن نعود إلى السؤال :
هل هي مصادفة أن يموت خالد على فراشه ،
أم هو تدبير إلهي أُلقيت نبوءته على الرسول حين قال عنه :
سيف الله ؟
قبل أن اجيب إشير إلى أن أبا بكر رضي الله عنه قد ادرك معنى / سيف الله ،
فحين اقترح عليه عمر أن يعزل خالدا بعد مقتل مالك بن نويرة قال أبو بكر :
ما كنت لأشيم سيفا سله الله ورسوله
فقد ادرك ما وراء هذه التسمية ،
سيف الله لا يشام ،
والآن نعود لموت خالد ،
سماه رسول الله عليه الصلاة والسلام / سيف الله
وسيف الله لا يُكسٓر ،
فكان حتما أن يموت خالد رضي الله عنه على فراشه ،
وتتحقق نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلا ينكسر سيف الله ،
ولو قُتل خالد ولو شهيدا فهذا معناه أن سيف الله قد كُسر ،
هذه التسمية / سيف الله ،
توحي لمن يتدبر أبعاد الكلام أن خالدا سيموت حتف أنفه ،
وهي تدل على أن الرسول عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى ،
إن هو إلا وحي يوحى ،
ليس علما بالغيب ،
ولكنه وحي من الله ،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
مدحت رحال ،،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق