..................
محمد دومو
..................
أنا الموت بداخلي!
سأكتب اليوم للحياة وأنا ذاهب!
بكيت في الدنيا لأجل الموت.
الموت حقيقة والحياة وهم!
فلا يمكن العيش بدون الوهم.
أقول ثم أقول ثانية.. وثالثة..
والإعداد تتراكم بلا انقطاع...
ولأجلها سأموت وأنتهي.
ولتسلم هي بدون انقطاع...
سأموت من أجل الدنيا الفانية!
ففي الموت أصل الأشياء.
وبه تعرف النجاعة والقيمة.
الحياة ليست إلا مجرد استثناء!
جدلية الموت والحياة آية تسري.
من آيات الخالق الرحمان.
سأموت غدا أو بعد الغد..
والرقم يكمن في الأعداد الباقية..
رقمي.. أو عددي.. لا يهمني!
بقدر ما أنتظر ومنذ الآن هو موتي.
فما هو إلا مجرد رقم أو عدد..
فإن مت اليوم أو غداً أو بعد الغد..
فلا شيء قد يهمني سوى الموت.
قلت وأقول وسوف أقول،
هذا الكلام ما دمت حيا..
ولسوف أقوله حتى للموت
سأموت غدا أو بعد الغد..
وأنا أكتب القصيدة، شعرت
بالموت الذي بداخلي ينتعش،
وحينها أحسست بغيرة الحياة.
أنا واحد لا غيري!
سواء متٌُ أم بقيت.
أصلي وسكوني موت.
و انفعالي وحركتي حياة.
للحركة تغير وختام وفناء.
فإذن تحرك في الدنيا،
لا تفنى لأجل الموت،
ولا تمت في الدنيا قبل الأجل!
واعمل واجتهد، فذلك مطلب.
واستعد للموت في أي وقت.
وكذلك في الحين..
سأموت غدا أو بعد الغد..
سأموت مطمئنا والله يعلم..
مجرد إحساس من إنسان
ضعيف، دائما وأبداً، يتغير.
فالموت مجرد بداية شيء.
والجهل كل الجهل لهذا الشيء.
ترانا دائما نخشى البدايات.
فالحياة معرفة والموت
حقيقة ثابتة.. وخالدة..
فدعك يا..أنا..من المتحرك
واستعد يا.. أنت الميت في أنا..
للسكون.. والخلود..
أنا لا أريد موتا في حياتي!
ولا أريد أيضا حياة في موتي.
إذن سأموت اليوم أو غدا
أو بعد الغد…
فمرحبا! ثم ألف مرحبا بموتي.
فأنا الموت..
وأنا الحياة.. والموت..
فأنا الموت…
-بقلم: محمد دومو
-مراكش/ المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق