................
سامي يعقوب .
................
الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيْم :
تَذْكُرِيْن !!! .
كَانَ الحُوتُ يُلَاعِبُ بُزُوغَ فَجْرِ الحَمْل ، مَا عُدْتُ أَحْتَمِل وَقَتَهَا قُلْتُ لَكِ ، فُوجِئْتِ ، فَتَابَعْتُ : عَيْنِيْك و جُنُونُ طُقُوسِيَ ؛ أَرَى فِيْهِمَا مَا لَم أَشْهَدْهُ قَبْلًا ، شَيْءُ يَجْعَلُنِيَ أَتَسَامَى ، مُقَبِلًا مِنْكِ ابْسَامَة تَسْخَرُ مِنَ الجَمِيْعِ ، و تُنْهِي نِهَايَة مَا أَكْتُبُ ، قَبْلَ نُقْطةِ الاتْحَادِ الشفِيْفِ لِغَلَيَانِ الضِدَانِ و قَد اسْتَعْصَت عَنْ الإِنْفِصَال بِاسْتِحْيَاءٍ ، عَن وَجْنَتَيَّ السَطْرَ الأَخْيْرِ قَدّ احْمَرَّ خَجَلًا ، لِحِرْمَانِهِ مِن حَقِّ الحُبِّ المُكورَنِ بِآلافِ المَعَاني ، خُصُوصًا فِي الأَلفِيَّةِ الثَالِثَةِ .
أَسْحَبُ النُقْطَةَ ، لِتُسْدَلَ السِتارَ عَلَى ظَلَامِ النَهَار ، فَتَصْرُخُ النَادِلَةُ : أَنْت !؟ اسْحَبَ سِيْنُ اسْمِكَ عَن مَعْبَرِ القَاطِرَةِ ، الذَاهِبَةِ قَرِيْبًا إِلى حَيْثُ يُرِيْدُون ، و مَن هُم !؟ ، لَا دِرَايَّةَ لِي بِهِمُ ، فَقَط ذَاهِبُونَ بِلِا إِيَاب ، و لَا أَحَدًا مِنْهُمُ يَعْرِفُ إِلى أَيْنَ !؟ ، سِوَى القَاطِرَةُ التِي تُتْقِنُ كُلَّ اللُّغَاتِ ، إِلَّا لُغَةُ الصُقُورِ تِلْكَ المَكْتُوبَةُ عَلَى بَوَابَةِ العُبُورِ ؛ أَو هَكَذَا يُخَيَّلُ لِلْسَنَاجِبِ التِي أَوشَت لِي بِذَلِكَ ، قَبْلَ أَن تَخْتَفِيَ جَمِيْعًا حَيْثُ لَا يَعْلَمُ أَحَدًا ، نَظَرْتُ نَحْوَ ( الجَرْمَقِ ) صَامِدًا كَالمُعْتَاد ، و كَانَ يَنْظُرُ بِخُيَلَاءَ لِلدُخَلَاءِ أَسْفَلَ سَفْحِهِ ، تَفُوحُ مُنْهُمُ رَائِحَةَ ( اليَاهُو ) الذِي ادَّعَى الأَنْسَنَةَ ، قُبيْلَ مَسَافَةِ شُهُورٍ و بُحُورٍ مِن ( لَنْدَن ) إِلى الأَرْخبِيْلِ اليُونَانِي .
هَل تَعْرِفُ إِلَى أَيْنَ ذَهَبَت !؟ غَضِبًا سَأَلْتُ الرِيْحَ الشَرْقِيَّةَ ، و هِيَ تَكْوِي بِلَسْعَاتِها ظَاهِرَ اليَّدِ لِصَغِيْرٍ لَم يَصْل بَعْد إِلى مَا سَيُوصِلِهِ إِيَّاهُ مَجْهُول ؛ أَبْعَدَ مِن نِقْطَةِ الحَرْفِ المُعْضِلَة ، بَعْدَهَا جَفَّتِ الدَوَاةُ مِن حِبْرِ الجَرَائِم ، فَهَرَبَت رُزَمُ الأُوْراقِ التِي لَا تُمَيِّزُ ، بَيْنَ الغَثَّ مِنَ السَمِيْن !، فِي تِلْكَ السَاعَةُ حَسَبَ تَوقِيْتِ المُراقِبِ فِي ( ألفَا قَنْطُورِس ) صَاحَ تَرَدُدُ الأَوْتَارِ الفَائِقَةِ ، هُنَالِكَ الكَثِيْرُ مِنَ الرُوَاةِ ، تَرَكْتَهُمُ يَشْخَرُونَ فِي أَمْوَاجِ البَاسِيْفِكِي ، بِلَا ( سُونار ) ، لَا دَاعٍ لِكِتَابَةٍ أَصْلًا ، هُوَ الوَحِيْدُ يَكْتُبُ و يَقْرَأُ لِمَن يُرِيْدَ السَمَاعَ حَسْبَمَا يُرِيْد ، نَعَم هُوَ نَفْسُهُ الشَاهِدُ الوَحِيْدُ عَلَى مَا يُرِيْد .
سَحَبْتُ يَدَكِ : تَعَالِي صَغِيْرَتِيَ الجَمِيْلَة ، هَذَانِ هُمَا يَأْجُوجُ و مَأجُوجُ ، جَاءا لِيَغْزِلَا بَعْضَ السِنَارُيُوهَاتِ الرَخِيْصَةِ و الجَاهِزَة ، فَابْتعْتُ لَكِ مِنْهُمَا ظَفِيْرَةَ تَطْبِيْقِ ( افْرُط رُمان ) لِصَبْغِهَا بِأُرجُوَانِ الإِلَهَةُ ( عِشْتَار ) ، تَذْكُرِيْنَ !؟ ؛ وَقْتَ صَاحَ صَائِحٌ ظَهرَ مَهْدِيُّ ( التَغْلِبِيِّيْن ) ، و ذَاتَ اليَوْمَ سَمِعْتُ ظُهُورَ ( سَبْعَةً و ثَمَانُونَ ) آخَرِيْن ، فَكَانَ مِنَ الحِكْمَةِ اللُجُوءُ إٍلى انْتِخابَاتٍ حُرَّةٍ و نَزِيْهَةٍ ، يُشْرِفُ عَلَيْها ( المُوسَادُ بِتَغْطِيّةٍ مِن وَكَالَةِ الاسْتِخْبَارَاتِ الأَمْرِيْكِيَّةِ ) كَي تَنْجَحَ المَسِيْرَةُ نَحْوَ المُسْتَقْبَلِ ، إِذّ بَدَأت تَهْيِأَةُ ( النُيُورون البَشَرِي ) مُنْذُ عَشَرَاتِ السِنِيْن ، لِتَقَبُلِ مَا سَيَؤُولُ إِلَيْهِ الغَدُّ الضَبَابِيُّ ، القَادِمُ عَكْسَ صَيْرُورةِ الأَحْدَاثِ ، و يَتَكَلَمُ لُغَةً مُسْتَحْدَثَةً و هَجِيْنَةً مِن لُغَةِ ( البَبغَاءِ ) و ( السِنْدِبَاد ) و البَعْضُ مِنَ الفَوضَى .
تَذْكُرِيْنَ !!! كَيْفَ هَرَبْنَا مِن دِمَاغِ ذَلِكَ المَجْنُونِ ، الذِي لَا يُعَانِي إِلَّا مِنِّيَ و مِنْكِ و مِنْ شَقَائِقِ النُعْمَان .
سامي يعقوب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق