....................
عمر أحمد العلوش
....................
التذكارات القديمة .
عندما نفتح كتاباً قديماً ، او نعبث في أشيائنا القديمة أو مكتبة قديمة ، فنتفاجأ بتلك التذكارات تطل علينا من عميق الزمن .
فقد تكون وردة جافة في بطن كتاب منسي ، وردة بهت لونها وشحب ، وهرم عطرها وفارقها ، لكنها تحمل ذكرى في بقايا ذبولها ، ذكريات للحظة حب عذري،لتبث في القلب رعشة من جمال في الروح نسمة .
وقدتكون تلك التذكارات رسالة قديمة بقلم حبر صيني نالت منه رطوبة المكان فتاهت حرفها لكن ماضاعت ، حروف فيها نشوة وألم (ورائحة أنفاسٍ )كأنها ريح من جنة .
أو ربما خصلة شعر مطوية بمكان ما ،وقد
أغرقها عطر قديم يشع مع سوادها ألقاً ووهجاً في خافق مازال فيه بقايا نبض ، لينقله لسماء مالها حدود .
أو سبحة مهداة لك ، بقايا من طوق عنق،
صورة قديمة عليها حمرة شفاه بهتت معالمها ، تذكرة فلم سينمائي ضاع اسمه ،
كلمات اغنية عشق على هامش كتاب ، شريط كاسيت .....
تذكارات .......وتذكارت بسيطة ، حُفظت بعيدة عن الأعين وأُخفيت ، تظهر اليك فجأة فتعود معها رائحة وعبق وانفاس زمن فيه كان الجمال انت وانت وحدك .
لماذا هذه الأشياء نحن إحتفظنا بها ؟ ، في لحظة كنا نحيا الحياة بأجمل مافيها .
هل نحن أردنا ان نجعل اللحظة تلك أبداً ،
أم اردنا أن نحنط ذلك الزمن في هذه الاشياء البسيطة ، ام كنا نبيت خيانة لتلك اللحظة فأردنا ان نحتفظ بالجميل لأن اللحظة عرفناها عابرة ، أم عرفنا ان قصص الحب لاتدوم طويلاً لهذا وثقناه بتلك الاشياء البسيطة لوداع آتٍ لا محالة ، ولكني أراها (شخصياً )كالذي عتق نبيذه عمره في جرة ليعود يوم اليه و العظم قد وهن ليستقي منه روحاً من جمال .
وختاماً هل سنعود يوماً لهذه الصفحات ، وينتابنا هذا الشعور لتكون من التذكارات القديمة أم لم يعد بالعمر بقية .
بقلمي : د. عمر أحمد العلوش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق