السبت، 8 يناير 2022

 ...................

عائدة العبدو /سورية

..................



قاعة الألماس المنكسر ★
في عتمة الروح والبؤس
أقرع أبواب الماضي الموصدة
أسمع من خلف الأقفال
همس رقيق أقف منتظراً أمام العتبة
أحتاج الولوج في محراب الذكريات
وتصفح قصص عذوبة العاشقين
لأعانق أطياف وأشتم عبائر الورود
المهداة في ذاك الزمن الفائت
وأغفو دهراً على أرياش حلم أزلي
خطوت بتمهل لئلا يفوتني تفاصيل الذكرى
سلمني سرب الفراشات وأغدقني بالقبل
عثرت على قطع متناثرة من الألماس المنكسر
لامست المرايا وقرأت أبجدية العشق المعتق
المنعكسة على سطوع المنى
وملامح البهاء في الليالي المبدرة
تأملت حائط القاعة واللوحات المعلقة
من فسيفساء الحب الهائم في منتصف العشق
دهشت بالستائر الذهبية التي حيكت
من نسيج خيوط الشمس المنسدل
على همسات الشوق والحنين
لفتني وشوم القلوب على أوتنة الأرواح
و حروف الأسامي المحفورة
على أثاث الأمنيات مُنارة بالشموع الحمراء
و شطور غزل القصيد المطرزة بالغزل
المركونة على رفوف خزائن الغرام
والعرش مغمور بحرائر شرانق القز
وقلائد من دان المحار
أنا من غاص البحار حينها
وعثرت اللؤلؤ والمرجان
من قيعان اليم الهائج
وضممت بخيط الأمل أساور تزين المقام
على طاولة الاشتياق لمست أقداح مصفوفة
ملئ بالشهود من خلية النحول
وفي كل حجرة صغيرة
يسكن حرف من أسماء العاشقين
أصغيت لأصداح تغريدات بلابل
تشدو بكبرياء تتناغم مع عزف
قيثارة عاشقة للوجد
تفتلت في رحاب خمائل
الزنابق وخمرة الجوري والياسمين
مازال العبير يملأ الروح بالإبتسامات
وددت البقاء لحين اندثار كابوس الغياب
لكن الزيارة انتهت واغلقت بوابة الألق
غادرت قاعة الألماس وعدت أدراجي
إلى دربي الشائك بالأسلاك
المرصوف ببراثن الأسى
أحمل على كتفي سياط الأقدار
أجثو على حافة حطام الحسرة
وأتزفر آه الماضي المخبأ
في لفيف البنفسج وفي ذاكرة الوله
أرقد وبقربي قربة الحنين
لأسكب قطرات على لذيع جرح الفراق
لذاك العشق المنجرف
بدوار نهر الخذلان
عائدة العبدو /سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق