الاثنين، 3 يناير 2022

 ...............

رافت ابوطالب

...............



زراعة الأشواك :
كل عاقل يتجنب أن يزرع من الاشواك ما يضر به نفسه واهله
لذلك نحاول جاهدين الحفاظ على ملبسنا وأجسادنا من ان يصاب بشوكة تضره في ثيابه وجسده
وهذا عين العقل
ولكن عندما نزرع بيننا ثقافة لا تنتج إلا اشواكا سامة فهذا عين الغباء
والحقيقة اليوم صار المحصول من الاشواك السامة وفيرا
وكل يحاول ان يخفي ما تحته من شوك بجمال ثيابه وحسن عطره وجمال مظهره
ولكن هيهات من إخفائها فقد مزقت الثياب والجسد وصارت اشجارا لها من الجذور وقوة الثبات بالارض ما الله به عليم
وصار لها من الألام والضرر ما ننفي به سلامة احد من البلاد مهما كان موقعه
وتلك القصور والمنتجعات التي هنا وهناك ويظن اهلها انهم بمأمن من تلك الاشواك ويهربون منها اخبرهم بان الاشواك تنتقل معكم اينما كنتم فهي اشواك تخرج من النفس وتترعرع بقدر تغذيتها وكل له الشوكة السامة التي تخصه وتخص نوعه وبيئته
وهذه استغاثة قبل ان تتشابك الاشواك معا وتمنع اغصانها نور الحق عنكم فتعمى بصائركم
والقضاء على الاشواك لا ياتي بقوة الاجساد وقوة السلاح
القضاء على الاشواك ياتي بقوة المنهج الذي يحكم ظاهر النفس وباطنها
وكما نرى في الكون حولنا كل يقدم اطيب ما عنده من طعام وشراب وظل يجمع بين الجميع لكون الجميع ليس له ثقافة إلا ثقافة تجعل قوله وفعله في اعلى درجات الكمال في اخذه وعطائه
فهل تكون تلك صفاتنا فتختفي من بيننا الاشواك
إن لم تكن تلك ثقافتنا فليس للعدو حاجة في ان يبرز لنا قوة شوكه ليلزمنا عل مراده
فقد صارت اشواكنا تكفي لتحقيق مراده وأكثر دون عناء منه في شئ
وقد رابنا كيف صرنا نستغيث به ليخرجنا من تلك الأشواك التي قام هو بزراعتها في مقابل ان نقدم له الخرج الذي يطلبه كأننا صرنا لا نكاد نفقه قولا
متى نرى كيف صرنا يا قوم
فلا يظن احدكم مهما كان موقعه أنه بمأمن من سم تلك الاشواك
ومن بظن انه سيتمكن من جمع ما يشاء ليهرب بها اخبره بانك اغبى القوم واشقاهم
فقد قطعت بيديك نسلك الطيب ليذوب هناك في معقل العدو ليصبح منهم فتصبح ذريتك تحل الحرام وتكره العفاف لتذوب بينهم وانت تموت لتحاسب على كل شئ بنتائجه
نسأل الله السلامة للجميع وان يجمعنا على ما يجعل زرعنا طيبا مباركا يظلنا بالرحمة
بقلم رافت ابوطالب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق