ديوان أكاليل الإلكتروني لسفراء القلم

 ...................

محمد جميل الطرابلسي

................

ألا يا "عبلة" لا تحبيني...

**

لا مكاتيبك تأتي...

ولا أنت تأتينا...

ألا يا "عبلة"...

لقد ألفت مناديلك المعطرة

لما من بين السطور بها تلويحينا

مضى وقت...

ولا خطابك أطل...

ولا قلمك حمل إلينا الحنين...

نامي هناك...

لقد عاد الشتاء دياري...

ربما هنالك في حضنه لا يزال تشرين...

الآن ينهمر المطر...

وتعانق السماء المدينة

شمالا ويمينا...

ها أنا أرتدي معطفي الأسود

ذلك اللون الذي تحبذين

وأسير والأنواء تجلدني...

وطيفك هو الآخر

يلبس الأسود...

ويلقي بشعره الكستنائي فوق كتفي...

ويدندن...كأنك أنت من تغنين...

نامي هناك...

وفاخري بعشق الآخر...

وأنا الوحيد من يعرف أنك تكذبين...

هنا الزيتون لا ينام

والنخيل لا ينام...

والغابات تغتسل...

أنامل السماء تفرك غصونها

وفروتها...

وأكاد من التذاذها أسمع لها أنينا...

رائحة الحب تفوح...

من الاسفلت...

ومن الجدران...

ومن نور أعمدة الطرقات...

والسيارات...

ومن عيون العاشقين...

وأنت هناك...

جناحاك في الأغلال...

وعشقك المزيف تنشدين...

نامي هناك...

واتركي لي أمطاري

لأترك لك تشرين...

نامي هناك...

ولا تكتبي عن الحب...

لأن عندكم...

"بكل عاشقة يتربصون"

ويغتالون العصافير التي تغني للحب

ويصادرون الورود والياسمين...

واتركي لي شرف كتابة الشعر

لأنني ألفت أن أصاحب السكاكين...

يا "عبلة"...

لا تضيعي في حلم قافيتي...

وقصيدتي لا تتبعينا ...

واتركي زندك العاجي هناك...

وأحبيني حرفا فقط...

واحرقي جسدك مع من تشائين...

وأغمضي عينيك الكستنائيتين على قصيدتي

لما بين ذراعيه تحترقين...

**

بقلم الشاعر محمد جميل الطرابلسي

**

08 ديسمبر 2021