.................
د.عزمي رمضان . شاعر واديب وسفير سلام دولي .
...................
مطر وبرد وصقيع ( الرحمة )
بقلمي: د.عزمي رمضان . شاعر واديب وسفير سلام دولي .
جدران متهالكة ، وسقف آيل للسقوط، وزمجرة الريح تعانق نوافذ تسترها شرائح بلاستيكية ، وعائلة صغيرة قد تجمعت في زاوية صغيرة من هذه الحجرة التي تفتقر الى ابسط وسائل العيش والحياة ، يقتربون من بعضهم البعض تلفعهم بطانية لا تكاد تكفي لغطاءهم والبرد قد اخذ منحاه منهم ، وأنات المطر الشديد تحاكي وجعهم تلفع دموعهم وتتسلل غير آبهة بأعمارهم التي هي بعمر الورود، دمعات تحجرت على وجنتي هذه الأم، التي لا حول ولا قوة لها ، فلا تدفئة ولا دفء ، قد حرموا من ابسط حقوقهم في هذه الحياة ، حيث رحل معيلهم الوحيد ،واصبحت الأم هي التي تقتات عيشها بالعمل كخادمة في البيوت ، ولكن في هذه الاجواء القاتلة والطقس السيء لم تترك ابناءها وتخرج خوفا عليهم من شدة البرد وقسوة الامطار ، أبت عليها نفسها أن تسأل الناس وان تمد يديها للسؤال لحسنة ولو قليلة لتؤمن لقمة عيش كريم بعيدا عن السنة الناس وبطرهم ونسيانهم لأمثال هذه العائلات.
أين نحن من التكافل ، أين نحن في هذه الايام الباردة الماطرة التي نحتاج فيها جميعا للدفء من الامطار والبرد والثلوج، أين نحن من هؤلاء البشر الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، أين الرحمة ، أين المودة ، أين العطف ، أين كل شيء .
ألسنا خير امة اخرجت للناس، ألم يرفع اجدادنا راية الحق في كل بقاع الأرض ، ألا تعرف الرحمة طريقها الى قلوبنا .
أمثال هذه العائلات كثير وكثير جدا ، دعونا نبدأ بأنفسنا ، ثم بغيرنا، لعلنا نقدم شيئا ولو بسيطا لامثال هؤلاء المحرومين من ابسط حقوق الحياة والعيش الكريم، ذنبهم الوحيد ان الفقر هو سيد يومهم، وقسوة الحياة بغلاءها وفحشها لا تنظر اليهم.
لنكن نحن عائلاتهم لنكن اهلهم .لنكن من يبدأ حتى يستمر العطاء ويستمر التوازن وتستمر الرحمة فالجميع خلق الله وكلنا من آدم وحواء ، ولكن تغيرت علينا ظروف الحياة . لندع قلوبنا تنعم بالرحمة لأن الله هو الرحمن الرحيم .
وتقبلوا تحياتي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق